السبت، 18 مايو 2013

أسرار المقابر الجماعية لنظام صالح : قادة حركة أكتوبر الناصرية دفنوا أحياء في منزل الرئيس هادي والبعض في مقر الفرقة وسر إيقاف ملف الحمدي


 
 
 
 
 
 
 
 
أسرار المقابر الجماعية لنظام صالح :
قادة حركة أكتوبر الناصرية دفنوا أحياء في منزل الرئيس هادي والبعض في مقر الفرقة وسر إيقاف ملف الحمدي
 
الحدث - عبدالله بن عامر 

التقرير اعده للنشر عبدالله بن عامر (المساء برس)
 




نظرا لاهميته الحمدي نيوز يعيد النشر مع الاشارة لكونه يخص الكاتب عبدالله بن عامر..
قبل ايام قرر اللواء غالب القمش الكشف عن بعض أسرار التاريخ ووعد بالكشف عن مصير المختفين قسرياً منهم رؤساء سابقين ووزراء ومسؤولين وقادة وضباط وجنود وطلاب جامعيين كانوا ضحية النظام السابق الذي تعامل معهم بوحشية سيما في الفترة السابقة للوحدة اليمنية وعهد التشطير الأليم .
أين هم .. ؟ ما هو مصيرهم ؟ أين رفاتهم إن كانوا قد أعدموا ؟ المهم الكشف عن الحقيقة فقط الحقيقة الغائبة منذ عشرات الأعوام وتحديداً منذ إغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي ورفقاء دربة ومن أعقبهم من القيادات العسكرية والشبابية وعلى رأسهم عيسى محمد سيف ومئات الشباب من التيار الطلائعي الثائر الذين مثلوا تجربة إستثنائية في عهد السبعينات حتى أن هناك من يقول أن أفضل جيل مر على اليمن خلال القرن الماضي هو جيل السبعينات جيل عيسى محمد سيف ورفقاء دربه الأحرار .
اليوم نكشف المستور ولو بعضه .. لكن سيكون بمثابة خطوة نحو كشف كل الحقيقة لتأكيد إنتصار ثورة جيل 2011م فإلى ما جمعناه من معلومات خاصة بالمساء برس :
توقع القيادي الناصري حاتم ابو حاتم أن يكون شهداء حركة اكتوبر الناصرية قد دفنوا بجوار كلية الطيران منزل الرئيس هادي حالياً وقال حاتم أن المعلومات التي لديهم أكدت دفن العديد منهم في غرب العاصمة تحديداً في المكان الذي يقع فيه منزل الرئيس هادي فيما تم دفن آخرين ينتمون لنفس الحركة أحياء في مقر الفرقة الأولى مدرع .
هذا ولا يزال التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يطالب بتسليم جثامين شهداء حركة أكتوبر أول حركة إنقلابية نفذتها قيادات ناصرية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح 1978م والذي أدى فشلها الى مقتل وإختفاء العشرات من قيادات التنظيم لا يزال مصيرهم غامضاً حتى اللحظة وإعتقال المئات من الشباب حينها وإقتيادهم الى اماكن مجهولة منهم من تم إقتيادة الى جزر كمران الواقعة في البحر الأحمر وما يعزز ذلك هو الكشف مؤخراً عن معتقل سري كان يستخدمة النظام لإحتجاز مناوئية .
وحسب شهادات ناصرية نشرت في وسائل إعلامية عدة فإن المئات من الشباب وقيادات وكوادر التنظيم تعرضت للإعتقال عقب الحركة فحسب المعلومات المنشورة فإن أكثر من 1500شخص تعرضوا للإعتقال خلال الأيام الأولى للحركة وتم الإفراج عن البعض منهم فيما البعض الآخر لا يزال مصيرة غامضاً بينما تم محاكمة قادة الحركة وإعدامهم بشكل مستعجل .
الحقيقة الغائبة والموت الشنيع :
وعن ظروف إعدام وقتل قادة الحركة يتحدث قادة ناصريين عاشوا المرحلة حينها فمنهم من يؤكد أن ظروف إعدام قادة الحركة كانت سئية للغاية وأن المعتقلين حينها لم يحصلوا على أبسط حقوقهم القانونية والإنسانية ناهيك عن تعرض الكثير منهم للتعذيب وظروف إعتقال قسرية صعبة أما المؤلم فهو طريقة إعدامهم فالحكاية الأكثر تداولاً أن قادة الحركة وأهم الكوادر التي كانت تشكل خطراً على السلطة حينها قد تم التخلص منها عبر حفر حفرة كبيرة بواسطة جرافات وحفارات ثم تم إنزال المعتقلين الى الحفرة ومن ثم دفنهم أحياء بالجرافات دون ان يحصلوا حتى على شربة ماء وحسب المتداول أيضاً فإن الكثير من قادة الناصريين يعتقدون أن مكان دفنهم قد تم في مقر الفرقة الأولى مدرع شمال غرب العاصمة صنعاء فيما يقول البعض الآخر وإن كان رأيا ضعيفاً انه تم التخلص منهم في المدينة الليبية وهي منطقة لا تبعد كثيراً عن مقر قيادة الفرقة بل تحاذي سورها الشمالي أما الرأي الثالث فيرجح ان تكون مقبرة الناصريين هي بجوار كلية الطيران وتحديداً في الارض التي بنى عليها فيما بعد منزل الرئيس هادي .
البحث عن الحقيقة ليس بالأمر السهل وكذلك لم يعد صعباً لو كثف الناصريون جهودهم في الكشف عن رفاق دربهم وقادة تنظيمهم بدلاً من البكاء والعويل في البيانات السنوية التي يعتبرها البعض مجرد إسقاط واجب في حين أن التحركات الحقيقية لم يقم بها التنظيم الناصري تجاه قاداتة ومن ثم تجاه أبنائهم وأسرهم ممن لا يزالون حتى اللحظة لا يعلمون حقيقة ما جرى لأبائهم سوى ما تناقلته بعض القيادات , فالمختفين قسرياً من تلك الفترة جلهم ناصريين ممن عاشوا مرحلة العمل السياسي السري وتعرضوا لملاحقات الأمن الوطني ومن ثم أختفوا فجأة في الوقت الذي كانت فيه قيادة التنظيم تعيش خارج اليمن وفي فنادق خمسة نجوم كما قال عبده الجندي .

تساؤلات على طاولة التنظيم :
كيف بالتنظيم الناصري وقيادتة الحالية أن تفرط أو تتهاون في مسألة الكشف عن حقيقة تاريخية لم تعد مسألة البحث وتقصي الحقيقية مسألة صعبة فما انتجته الثورة من فضاء سياسي حر جعلت الكثير من الناشطين يقومون بأدوار تجاوزت خطابات التنظيم الناصري بكثير عبر حملات المخفيين قسرياً "الجدران تتذكرهم" في حين أن الناصري وقيادتة الحالية تمتلك علاقات مع قادة عسكريين كانوا من أهم أركان النظام حينها ولديهم المعلومات الكافية حول ما تم وبالتالي فإن بإمكان الناصريين الجدد الكشف عن مصير قدامى المحاربين من قادة تنظيمهم لو هم احسنوا إستغلال علاقاتهم الحالية في سبيل طي ملف قضية لا تزال مفتوحة وجرح لم يدمل بعد .
وإذا كان هناك من يخشى من طرح مثل هذه المواضيع حالياً كون الظروف غير ملائمة فمتى تتلائم الظروف وتتوافق السياسات وهذا قد لا يحدث فالقضية إنسانية بحتة وليست سياسية ومسألة الكشف عن مصير المختفين قسرياً وجثامين قادة حركة أكتوبر لم تعد تقتصر على الناصريين وحدهم بل على كافة ابناء الشعب اليمني الذين بالتأكيد تعاطفوا مع مشهد مؤثر لزوجة سلطان القرشي وهي تشارك شباب حملة الجدران تتذكرهم في رسم صورة زوجها المختفي منذ اكثر من ثلاثة عقود دون أن تعلم هذة الزوجة المخلصة مصير زوجها الذي خرج ولم يعد حتى اللحظة .
الكثير يتساءل أليس من حق هذه الزوجة المخلصة والعشرات من أبناء وبنات المخفيين قسرياً والمعتقلين والشهداء أن يعلموا مصير آبائهم وظروف إعتقالهم حينها وعن الطريقة المستخدمة في التخلص منهم وماذا عن جثامينهم حتى يقطعوا الأمل المتكرر واللهفة المتضاعفة نحو ارواح آبائهم .
إنها حكاية إنسانية صرفة لو تعامل معها الجنرال علي محسن الأحمر من هذا الباب ولو نظر اليها قادة الإصلاح والمشترك والمؤتمر أيضاً من هذه الناحية لأغلقت في ظرف أيام من خلال كشف الحقيقة فقط الحقيقة ولكن على ما يبدو أن الجنرال محسن واللواء القمش وغيرهم ممن عاصروا تلك الفترة وقادوها وحكموها ايضاً غير آبهين بالمناشدات الإنسانية لأسر الضحايا وللمنظمات المدنية وللناشطين الحقوقيين والسياسيين بل ولصوت ضميرهم الذي ظل نائماً منذ ثلاثة عقود وأكثر ويبدو أنه لا يزال مستغرقاً في النوم وهكذا الحال مع صالح وأعوانه .
العتواني وقادة التنظيم الجدد لا هم لهم إلا التحالفات السياسية الجديدة فصدورهم ضاقت حتى من الجلوس مع من تبقى من قادة التنظيم الأوائل والإستماع إليهم وكأن القيادات الناصرية الجديدة تريد ان تقطع الوصل مع الماضي وتتجه الى تفاعلات المشهد السياسي الحالي غير مدركة بأن ماضي الناصريين هو من جعلهم حركة أو تنظيم كفاحي حظى بإحترام الجميع في الداخل والخارج وأن الماضي النضالي هو من أنتج حالة التوالد والتكاثير في القيادات الناصرية فما أن يغيب جيل حتى يأتي جيل آخر دون أن يتنكر للجيل الأول أو الرعيل الاول فهذا المنطقي والمفترض لا أن يضيق القادة الجدد بملفات الماضي وكأنها حمل ثقيل على كاهلهم في حين أنها ملفات نضالية قد تدفع بهم الى القمة لو أعطوها حقها من الإهتمام وقاموا بواجباتهم تجاهها فالماضي لا يمكن أن تمحوه الإتفاقيات والتحالفات السياسية .
عشرات الشباب لا يزالون رهن الإختفاء القسري :
هنا لا نشكك في وطنية قادة تنظيم الناصري ومدى وفائهم لقادتهم لكن ما يثير التساؤل فعلاً هو لماذا التهاون في مثل هذه القضية الإنسانية فلو كان الناصريين الحاليين حريصين على عملية التوافق ويرون الى فتح مثل هذه القضية ستمثل إحراج لهم امام حلفائهم فبإمكانهم القول بإن هذه القضية إنسانية وأن الهدف منها ليس إثارة الفتنة أو نبش الماضي بل كشف الحقيقة فتحريك مثل هذا الملف إنسانياً سيجعل من موقف الناصري وقادتة له مبرراته وبالتالي لن تمر أيام إلا وقد كشفت الحقيقة كاملة على لسان مصدر مسئول أو مقرب أو ما شئنا من أنواع المصادر هذا إذا كانت الدولة نفسها غير قادرة على تحمل مسئولياتها تجاه تاريخ نظام صالح وأعوانة رغم ان واجباتها تتمثل في كشف الحقيقة وتعويض أسر الضحايا ممن ذهبوا ضحية الوشايات الامنية التي كانت الوسيلة الوحيدة حينها والمبرر القانوني والأخلاقي لإعتقال عشرات الاشخاص .
القضية هنا لا تتعلق بقادة الحركة فقد يكون نظام صالح حينها قد تعامل معهم بنفس الطريقة الذي كان سيتعامل بها اقل الأنظمة ديكتاتورية لكن القضية تم إستغلالها لمواجهة كافة مناوئي النظام حينها وتم إعتقال حتى الشباب من طلاب الثانوية والجامعات كما يقول أحد من عايشوا تلك الفترة وتم إقتيادهم الى اماكن مجهولة رغم انهم لا ذنب لهم ولا قوة سوى تعليق صورة للحمدي أو تكرار عباراتة ورموزة .
وعلى ذمة حركة أكتوبر الإنقلابية مارس النظام عبر جهازة الامني حينها أبشع أنواع التعسفات والإعتقالات والإحتجاز خارج القانون ومن ثم الإختفاء القسري وغيره ضد الشباب والمواطنين .
مبررات تغييب ملف الحمدي وحركة أكتوبر :
لقد فشل التنظيم الناصري في تحريك ملف قضية الشهيد الحمدي الذي كان عضواً فيه وشارك في مؤتمرة العام قبل إستشهادة بأشهر وهاهو اليوم يفشل في تحريك ملف قادة حركة أكتوبر ومن راحوا ضحية الرد الهمجي للسلطة حينها لتعتقل الأبرياء بجريرة تلك الحركة التي وإن كانت محاولة مبكرة للقضاء على نظام صالح وثورة أولى في وجهه كما سارع الى القول بذلك قيادات الناصري عند إندلاع ثورة الشباب إلا ان أسباب فشلها قد يعود الى ضعف في التخطيط رغم أنها كانت على مشارف النجاح لولا بعض الثغرات التي تحولت خلال ساعات الى عوامل نجاح ليحسم صالح ونظامة المعركة ليبدأ في تطبيق العقوبات الصارمة تجاه قادة الحركة ممن أرادوها بيضاء ورفضوا إستخدام السلاح وحتى المئات من الشباب الذين لم يكونوا على دراية او علم بالحركة ولا تربطهم بقاداتها أي روابط سوى ما نسجه خيالات الأمن القومي حينها الذي أراد معاقبة كل المشكوك في امرهم ليذهبوا خلف الشمس على خلفية محاولة إنقلابية لا يعلمون عنها شيئاً .
وإذا كنا نبرر لقادة الناصري عدم تحريك ملف الرئيس الحمدي لإرتباطة بجهات أقليمية ودولية وحساسيتة إلا ان ملف حركة أكتوبر والمخفيين قسرياً لا يجد أي مبرر منطقي لوضعة في الأدراج والإكتفاء ببيانات لا طائل منها ولا فائدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق