السبت، 30 مارس 2013
محاكمة القتلة أمر حتمي لا تراجع عنه ...
الثوار والثائرات المتطلعون إلى إظهار الحق ونصرة العدالة إن تضامنكم وتفاعلكم مع قضية الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وجميع الشهداء الذين سقوط في ساحات الشرف وهو تعبيراً منكم ووفاءً لذلك القائد الذي سخر حياته من أجل عزة وكرامة شعبه ... وتأكدوا جميعاً أنه إذا اختفى العدل من الأرض لم يعُد لوجود الإنسان قيمة..
فمعاً من أجل فتح ملف الشهيد الحمدي نصراً للعدالة المنشودة..
هذا زعيم الغجر علي عبدالله الغير صالح.
هذا علي عبدالله الغير صالح.
هذا من كان يحمل مؤهلات (من نوع آخر)
تؤهله عن غيره ليقود بلادي اليمن.
هذا من حكم بلاد الفقه والحكمة 33سنة.
هذا هو الزعيم الذي باع الأرض.
هذا هو زعيم الفساد والفاسدين.
هذا هو زعيم الإجرام والمجرمين .
هذا هو زعيم ومفرخ المشائخ الظالمين.
في ظل حكمه تم إهانة كرامة المغتربين اليمنيين.
في ظل حكمه تفشت الأمية والجهل والفقر.
في ظل حكمه ظهرت اليمن كدوله فاشلة بإمتياز.
في ظل حكمه أنتهكت سيادة الوطن من الكبير والصغير.
فتباً لك يازعيم ،، كيف تحكم كل تلك السنين ؟؟؟
هذا من كان يحمل مؤهلات (من نوع آخر)
تؤهله عن غيره ليقود بلادي اليمن.
هذا من حكم بلاد الفقه والحكمة 33سنة.
هذا هو الزعيم الذي باع الأرض.
هذا هو زعيم الفساد والفاسدين.
هذا هو زعيم الإجرام والمجرمين .
هذا هو زعيم ومفرخ المشائخ الظالمين.
في ظل حكمه تم إهانة كرامة المغتربين اليمنيين.
في ظل حكمه تفشت الأمية والجهل والفقر.
في ظل حكمه ظهرت اليمن كدوله فاشلة بإمتياز.
في ظل حكمه أنتهكت سيادة الوطن من الكبير والصغير.
فتباً لك يازعيم ،، كيف تحكم كل تلك السنين ؟؟؟
الأحد، 17 مارس 2013
الجمعة، 15 مارس 2013
تعلم السويدية: مظاهر السهولة في تعلم اللغة السويدية
تعلم السويدية: مظاهر السهولة في تعلم اللغة السويدية: الأشياء والعناصر التي تجعل اللغة السويدية سهلة: التشابه بين كلمات اللغة السويدية وكلمات اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية الشيء ال...
الاثنين، 4 مارس 2013
المخلوع صالح يعترف بالكذب على شعبه
ذكرت برقيات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس على الانترنت ونشرتها وسائل اعلام يوم الجمعة 3 ديسمبر/كانون الاول ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عرض سرا حرية دخول القوات الامريكية لبلاده لشن هجمات ضد اهداف للقاعدة.
وجاء في تقارير في صحيفتي "غارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" ان صالح قال لجون برينان نائب مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي باراك اوباما في سبتمبر ايلول 2009 "منحتكم بابا مفتوحا بشأن الارهاب. ومن ثم لست مسؤولا."
وعلقت الصحيفتان بان اليمن في الحقيقة يضع قيودا على حرية دخول القوات الامريكية لتفادي الانتقادات الداخلية في داخل البلاد، التي تخشى واشنطن من ان تصبح ملاذا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
واضافت الصحيفتان مشيرتين الى البرقيات المسربة ان صالح اعترف بالكذب على شعبه، عندما قال بان الهجمات الصاروخية الامريكية على القاعدة هناك في ديسمبر/كانون الاول الماضي كانت من عمل القوات اليمنية بدعم من سلطات المخابرات الامريكية.
وقالت ال "جارديان" ان صالح ابلغ الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الامريكية: "سنواصل القول بان هذه القنابل قنابلنا وليست قنابلكم
السعودية والكيد الخفي: مؤامرة تحاك ضد اليمنيين "لإخضاعهم وقبولهم بالإذلال". للقوى الاستعمارية
وسام العماله والتربص باليمنيين لصالح راس الارهاب امريكا
الطرود المفخخة.. سلسلة جديدة لاستهداف اليمن | |
تقرير/ مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث
|
|
أزمة طرود:
في يوم الجمعة الموافق 29 أكتوبر المنصرم، تمَّ العثور على طردين بريديين مفخخين
موجهين إلى مراكز عبادة يهودية في شيكاغو شمالي الولايات المتحدة، وهي المعقل
الانتخابي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأول منهما جرى اعتراضه في مطار دبي،
والثاني في مطار (إيست ميدلاندز) بوسط إنجلترا.
وكان الطردان قد أرسلا عبر شركتي (يو. بي. إس.) و(فيديكس) الأمريكيتين للبريد
السريع من صنعاء. وخضعا حسب السلطات اليمنية للتفتيش والتدقيق الأمني المعهود في
المطار.
وعلى إثر ذلك جرى استنفار أمني في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا
بالتزامن مع تصريحات واتصالات للمسئولين في البلدين؛ حيث ألقى الرئيس الأمريكي
باراك أوباما خطابا اعتبرهما "تهديدا إرهابيا خطيرا"، وأشار إلى علاقة تنظيم
القاعدة في اليمن بالموضوع، مؤكدا تصميمه على "تدمير" التنظيم والقضاء عليه، وعزم
بلاده على مواصلة تعزيز تعاونها مع صنعاء "بهدف إفشال اعتداءات جديدة".
وأعرب أوباما عن "تقديره العميق" للدور الأساسي الذي لعبته السعودية في تعقب
الطردين المفخخين، ومن ثمَّ إحباط محاولة الاعتداء بهما، وأجرى اتصالا بالملك
عبدالله بن عبدالعزيز في هذا الشأن، مشيرا للرابط العميق والدائم الذي يجمع بين
الولايات المتحدة والسعودية؛ وذلك على خلفية ما صرح به مستشار الرئيس الأمريكي
للأمن الداخلي "جون برينان" من أن مساعدة السعودية هي التي سمحت باعتراض الطردين
المفخخين المرسلين من اليمن إلى الولايات المتحدة.
وتعهد برينان –في أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس أوباما- بمضاعفة الجهود
لتدمير تنظيم القاعدة، معتبرا أن فرع القاعدة باليمن أخطر من باقي فروع التنظيم.
وكانت فرنسا قد أعلنت في وقت سابق لحادثة الطرود على لسان وزير داخليتها أن أجهزة
الأمن السعودية نبهت نظيراتها الأوروبية من تهديد إرهابي على أرض القارة، مصدره
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
في الوقت ذاته أجرى برينان اتصالا بالرئيس علي عبدالله صالح "مؤكداً أن الولايات
المتحدة على استعداد لدعم الحكومة والشعب اليمنيين في مكافحة تنظيم القاعدة في
جزيرة العرب"، بحسب ما أعلن البيت الأبيض في بيانه. وشدد برينان على أهمية "التعاون
الوثيق" بين البلدين ضد الإرهاب، وعلى "ضرورة العمل معاً في التحقيق الجاري حول
أحداث الأيام الأخيرة". وذكر بأن حلفاء دوليين آخرين، مثل المملكة العربية السعودية
وبريطانيا، على "استعداد للمساعدة في بناء يمن أكثر استقراراً وأكثر ازدهاراً، بهدف
إضعاف نفوذ القاعدة في هذا البلد".
وذكرت مصادر صحفية وأمنية عدة أن المتفجرات الموضوعة في الطردين المفخخين كانت على
درجة من التطور تدل على مستوى "احترافي عال"، وأن المحققين يرون فيها بصمات خبير
المتفجرات في تنظيم القاعدة في اليمن، وأن كلا الطردين كان عبارة عن طابعة كمبيوتر،
وأن المواد المتفجرة وضعت في علبة الأحبار المركبة بها.
على إثر هذه الحادثة علقت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا
وألمانيا –وهولندا لاحقا- عمليات الشحن الجوي مع اليمن؛ كما عقدت الإدارة الأمريكية
سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى للنظر في كيفية التعامل مع الوضع في اليمن، على
خلفية الطرود المفخخة، وفق مصادر أمريكية بارزة. وذكرت تلك المصادر أن المناقشات
ستتناول مجموعة متنوعة من القضايا وحجم ووتيرة المساعدات لليمن، موضحة أن وزارتي
الخارجية والأمن الداخلي على وشك تأسيس برنامج جديد لتدريب وتجهيز ومساعدة اليمن
لتأمين النقل الجوي والبحري بطريقة أكثر فعالية.
وقال مسئول رسمي يمني في الأول من الشهر الجاري: إن فريقا من المحققين الأمريكيين
توجهوا بالفعل إلى اليمن للمساعدة في التفتيش عن المتهمين بإرسال الطرود المفخخة.
وأضاف المصدر -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- لوكالة (أسوشيتد برس) بأن "جون برينان"
أبلغ صنعاء بأن زمام المبادرة في التحقيقات سيبقى بيد اليمن، وأن مباحثات على أعلى
مستوى ستجرى بين الطرفين.
الرئيس علي عبدالله صالح من جهته عقد مؤتمرا صحفيا مساء السبت (30 أكتوبر) أكد فيه
تعهد اليمن حيال المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، وعدم سماحه لأي تدخل في شؤون
اليمن الداخلية، وأنه سيكافح الإرهاب بوسائله وقدراته الذاتية، ورافضا "جعل الإرهاب
ذريعة لفرض مثل هذا التحدي علينا"، وأن هذا موقف الشعب اليمني و"تحت أي مبرر".
ويشير ظهور الرئيس صالح في مؤتمر صحفي كأول رد فعل يمني رفيع المستوى على الحادثة
إلى مدى لغة الخطاب الذي وجه لليمن، والأبعاد التي يراد تسويقها من الحادثة. فقد
ذكرت (وكالة رويترز) أن مستشار الرئيس الأمريكي "جون برينان" عرض على الرئيس صالح
المساعدة في محاربة تنظيم القاعدة التي يعتقد أنها تقف خلف إرسال الطرود؛ وأنه
أبلغه أن الولايات المتحدة "تقف على أهبة الاستعداد" لمساعدة الحكومة اليمنية في
محاربة القاعدة! مؤكدا على أهمية التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك
ضرورة العمل معا في التحقيقات الجارية في الأحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة
الماضية.
السعودية والكيد الخفي:
لقد شعرت اليمن بطعنة من الخلف في موقف السعودية من الإبلاغ عن الطرود المفخخة،
متجاوزة بذلك العُرف المتبع في حالات كهذه؛ وبدا هذا الشعور في البيان الذي تلاه
نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، في لقاء تشاوري لأحزاب التحالف الوطني -في
3/11، حيث عبر عن استغرابه للتهويل المبالغ فيه والضجة المفتعلة ضد اليمن على خلفية
حادثة الطردين، استباقاً للتحقيقات ونتائجها، والوقوف على حقيقة هذه الحادثة التي
وقعت مثيلاتها في العديد من الدول، والتي تفوق في إمكاناتها وقدراتها الفنية
والتكنولوجية اليمن؛ مستنكرا تجاوز البلاغ لليمن، ومضيفا بأنه لو قدم لليمن في حينه
لأمكنها اتخاذ إجراءات تجنبها هذه الضجة التي حدثت.
هذه الحادثة –وغيرها- تكشف عن غياب التنسيق الأمني بين السعودية واليمن، أو سوء في
وضع العلاقة بين الحكومتين –وإن كان غير معلن.
ففي وقت سابق –وتحديدا في شهر أكتوبر الماضي- وعلى إثر إعلان الحكومة اليمنية عن
اعتقال صالح الريمي، والذي اتهمته بتمويل تنظيم القاعدة، في مطار صنعاء عقب قدومه
من السعودية، باعتباره "مدرجا في لائحة المطلوبين للأمن"، أكد المتحدث الأمني باسم
وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي -بحسب (الشرق الأوسط)- عدم تلقيهم في
السعودية لأي "معلومات" من اليمن تفيد بأن "الريمي على علاقة بأي أنشطة تمويلية
لصالح تنظيم القاعدة"، في حين ذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن اسم صالح الريمي كان
مدرجا في القائمة السوداء، باعتباره مطلوبا أمنيا بتهمة تمويل تنظيم القاعدة في
اليمن.
الشيء ذاته كان قد وقع عام 2009م، حيث نفت الداخلية السعودية على لسان الناطق
-نفسه- امتلاكها أي "معلومات" حول ما أعلنت عنه الأجهزة الأمنية اليمنية، من أنها
قبضت على كبير ممولي التنظيم في السعودية واليمن علي حسن حسين علوان (سعودي
الجنسية)، والذي لم يكن ضمن المطلوبين أمنيا لسلطات أي من البلدين. وأكد اللواء
منصور التركي في حينها على الأهمية القصوى لتبادل المعلومات بين الجهات المعنية
للتصدي ومكافحة إرهاب "القاعدة". وكانت السلطات اليمنية قد سارعت إلى إعلان القبض
على علوان في منطقة مأرب، عبر موقع القوات المسلحة (26 سبتمبر نت)، نقلا عن مصدر
أمني.
إن السعودية بتنسيقها في شأن الطردين مع ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة
جميعا، حسبما أفادت صحيفة (بيلد إم سونتاغ) الألمانية -في 30 أكتوبر المنصرم- نقلا
عن مصادر قريبة من أجهزة الاستخبارات الألمانية، أن الطرد اعترض بعد معلومات من
الشرطة الجنائية الألمانية حصلت عليها من السعودية، إلا أن الشرطة لم تستطع منع
عبور الطرد المفخخ عبر مطار كولن بحسب هذه الصحيفة الأوسع انتشارا في ألمانيا؛ يعني
أن إحراج اليمن كان مطلوبا –بحسب كثير من المراقبين!
وتشير الحادثة أيضا إلى اختراق أمني حققته السعودية إن على مستوى تنظيم القاعدة أو
العمل الاستخباراتي داخل اليمن أو عبر أجهزتها الأمنية. فالبلاغ الذي قدمته
السعودية إلى تلك الدول كان من الدقة بحيث أمكن تحديد الطرود المفخخة واستبانة
الخطوط الجوية الناقلة وبلد التوجه. وهو ما قد يعطي رسالة للحكومة اليمنية
–والمجتمع الدولي بالضرورة- مضمونها أن هناك تقصيرا في الأداء الأمني للأجهزة
اليمنية وجهودها في مكافحة الإرهاب.
العجيب.. وماذا قبل؟
وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوع من تقديم الحكومة اليمنية تقريرا إلى مجلس النواب تكشف
فيه عن توجهاتها المستقبلية في مكافحة "الإرهاب". و"ويرصد التقرير الحكومي بعض
الصعوبات الأمنية ومنها المستوي المتواضع لقدرات وإمكانيات الأجهزة الأمنية
اليمنية، مع قلة الموارد المتاحة لتنفيذ العمليات الأمنية والمهام النوعية، وضعف
التنسيق المشترك على المستوي الإقليمي والدولي".
وبعد أسبوع أيضا من نشر موقع (ويكيليكس) الأمريكي لعشرات الآلاف من الوثائق الخطيرة
المتعلقة بشأن حرب الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، وما أثارته من ضجة
إعلامية. ما جعل بعض المحللين يتجهون إلى أن افتعال أزمة الطرود المفخخة والهالة
الإعلامية التي رافقتها ليست إلا محاولة في صرف الأنظار عن الفضائح التي تضمنتها
تلك الوثائق. خاصة وأن مصدرا أمريكيا مسئولا أفاد –حسب ما أورده موقع سي. إن. إن.
الإخباري- في وقت لاحق لأزمة الطردين المفخخين أن سلطات الأمن في الولايات المتحدة
تمكنت منذ عدة أسابيع من اعتراض شحنة من الطرود المرسلة من اليمن.
كما يربط البعض بين الحادثة واعترافات مفترضة لجابر الفيفي، القيادي في القاعدة
الذي سلم نفسه مؤخرا إلى السلطات السعودية، والتي أدت بدورها إلى الكشف عن تفاصيل
العملية وإحباطها.
كما أنها تأتي في ظل تزايد موجات النقد داخل بريطانيا إزاء الإجراءات الأمنية
المتبعة في المطارات، ما حدا برئيس شركة (بريتيش إيرويز) "مارتن بروتون" وصفها
بأنها زائدة تماما عن الحاجة، مطالبا بريطانيا بالتوقف عن الانحناء أمام المطالب
الأمريكية الداعية إلى زيادة الأمن. وطالب بروتون خلال المؤتمر السنوي للرابطة
البريطانية للشركات العاملة في المطارات في لندن –أكتوبر الماضي- بالتوقف عن إجبار
الناس على خلع أحذيتهم وفحص ما بحوزتهم من أجهزة الكمبيوتر المحمول في إجراء منفصل.
غير أن وزير الداخلية البريطاني السابق "جون ريد" تحدث عن "خطر الإرهاب الهائل
والمتواصل"، وقال عبر إذاعة (بي. بي. سي.): "علينا الإقلاع عن فكرة إننا إذا عرفنا
فترة خالية من هذا النوع من الأحداث، فهذا يجيز لنا خفض درجة اليقظة والأمن في
المطارات". وأضاف أنه "لن يكون من الحكمة أن نعتقد أننا إذا رصدنا هذين الطردين،
فهذا يعني أنه ليس هناك طرود أخرى سواهما".
كما أن هذه الحادثة تأتي على خلفية تضخيم الأجهزة الأمنية الغربية لحجم القاعدة في
اليمن، وحجم التهديد الذي يمثله للولايات المتحدة الأمريكية. ففي 25 أغسطس الماضي،
نقلت صحيفة (الواشنطن بوست) عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (C.I.A.)
تحذيرها من تزايد التهديد الناجم عن تنظيم القاعدة في اليمن على الولايات المتحدة
أكثر من ذلك الذي تشكله قيادة القاعدة في باكستان. ونسبت الصحيفة إلى مسئول كبير في
الإدارة الأمريكية -لم تسمه- قوله: "إننا نسعى إلى استخدام جميع القدرات المتوافرة
لدينا"؛ كما نقلت عن مسئول آخر قوله: "إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يشهد تحسنا
ملحوظا، مما تسبب في قلق أكبر من أي وقت مضى حيال هذا الفرع للقاعدة".
وذكر مسئول عن مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة لشبكة (سي. إن. إن.) أن "جميع
الخيارات لمحاربة تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن تتم دراستها الآن في البيت
الأبيض، فأوضاع منطقة الشرق الأوسط خلقت بيئة خصبة للقاعدة من أجل تنظيم صفوفهم
هناك". وأضاف المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية المسألة.. "لقد أثبتوا
بالفعل أنه يمكنهم أن ينفذوا هجمات في اليمن وفي الولايات المتحدة".
وسبق لصحيفة "الجارديان" البريطانية أن توصلت -في 23 أغسطس الماضي- إلى أن دعما
حكوميا كان وراء نفوذ تنظيم القاعدة المتزايد بشكل كبير في اليمن، مشيرة إلى أن
عناصره باتوا يتغلغلون بين القوى الأمنية اليمنية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسلحين -دون الكشف عن اسمه- قوله: "إنه تلقى ورفاقه وعودا
من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة دولة إسلامية،
وهو ما فسر تشكيل المقاتلين وحدات عسكرية خاصة بها تعمل بإمرة الجيش اليمني وتدعمه
في القتال، لكن المسلح يقول إن الرئيس أخل بوعده".
كما نسبت الصحيفة لرجل يدعى فيصل -وهو اشتراكي سابق يعارض القاعدة- قوله: "لا تصدق
الحكومة حين تقول إنها تحارب الجهاديين، الحكومة تموِّلهم وتفاوضهم وتستخدمهم
لتقاتل أعداءها، وثم تقول للأمريكيين: مولونا لكي نحارب القاعدة إنها مهزلة".
وفي 25 أغسطس أيضا، نشرت الصحيفة –ذاتها- تحقيقاً عن نشاط القاعدة في اليمن، كشفت
فيه كيف أصبح اليمن مأوى إقليميا لعناصر القاعدة، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة
إلى وضعه على قائمة الأولويات الأمنية الملحة.
وتقول الصحيفة: إن القاعدة أصبحت جزءاً من المشهد القائم في جنوب اليمن، فعناصرها
يترددون على المساجد ومراكز تعليم القرآن التي تديرها الدولة، كما أنهم يساهمون في
ملء صفوف قوات الأمن اليمنية. وأنه قد تنامى تأثيرهم ليصبح أكثر تهديداً في الآونة
الأخيرة. وتشير الصحيفة إلى أن خبراء الأمن أصبحوا يصفون اليمن بأنه أفغانستان في
ظل سيادة الإسلام المحافظ فيها، إلى جانب طبيعتها الجبلية، والقبائل التي تخضع
للسيطرة، ومشكلات الأمية والبطالة والفقر المدقع.
وفي 26 أغسطس ذكرت وكالة (رويترز) عن مسئولين أمريكيين تأكيدهم أن من المحتمل أن
تلجأ واشنطن إلى زيادة ضرباتها الجوية ضد تنظيم القاعدة في اليمن.
وقال مسئول أمريكي في مجال "مكافحة الإرهاب" رفض الإفصاح عن اسمه: إن عناصر التنظيم
في اليمن "لم يشعروا بعد بنفس النوع من الضغوط التي يشعر بها أصدقاؤهم في المناطق
القبلية (في باكستان)، لكن كل أفرادنا يتفهمون أن هذا ينبغي أن يتغير".
واعترف الأميرال "مايك مولن" -رئيس الأركان العسكرية الأمريكية المشتركة- بأنه
بينما مني تنظيم القاعدة في باكستان بانتكاسات فإن أعضاء التنظيم في اليمن وشمال
أفريقيا صاروا "شديدي القوة" في الأعوام الأخيرة.
وإزاء هذه التصريحات أكدت الحكومة اليمنية رفضها لأي تدخل عسكري أجنبي في حربها على
تنظيم القاعدة، وقال مصدر مسئول لموقع وزارة الدفاع اليمنية: إن "اليمن لا يقبل أي
تواجد عسكري أجنبي على أراضيه، واليمن تمتلك مؤسسات أمنية وعسكرية قوية وقادرة على
القيام بدورها في مكافحة الإرهاب وتحقق نجاحات في هذا المجال".
هذه الأمور لا تعفي تنظيم القاعدة من المسئولية عقب دعوته، في منتصف شهر أكتوبر
المنصرم، عناصره إلى ضرب أهداف أمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية. وإن كان حتى
ساعة كتابة هذا التقرير لم يعلن تبنيه للحادثة بشكل رسمي. وسواء أعلن التنظيم
مسئوليته أم لا فإن تصريحات المسئولين الأمنيين في كل من بريطانيا ودولة الإمارات
تشير بأصابع الاتهام إليه على أساس أن طريقة إعداد العبوات والمواد المستخدمة فيها
تحمل بصمات القاعدة وخبير المتفجرات فيها "إبراهيم حسن عسيري".
توظيف وأعباء جديدة:
لقد استغل الحدث بشكل سياسي وإعلامي كبير، حيث أخذ هالة من الاهتمام طغت على وسائل
الإعلام العالمية والعربية. وانطلقت معه تحذيرات جديدة كتلك التي أطلقها القائد
الجديد للقوات المسلحة البريطانية الجنرال "ديفيد ريتشاردز" – في تصريح لـ(بي. بي.
سي.) يوم الاثنين 2/11، حول تحول اليمن إلى "أفغانستان جديدة"! واعتباره "منشأ
القاعدة بالأساس"! غير مستبعد القيام بتدخل عسكري على غرار أفغانستان، و"لكنه لن
يتم في الوقت الحاضر، حيث أننا لا نتوقع أن الحكومة اليمنية تحتاج إلى مساعدتنا"!
–حسب تصريحه. مضيفا "لا أعتقد أننا نريد أن نفتح جبهة جديدة، كما أن اليمن لا ترغب
في ذلك أيضا، لذا يجب أن نجد طرقا أخرى للتأكد من أن تتحول اليمن إلى أفغانستان
ثانية، وهذا هو واجب الجيش في هذه اللحظة".
من جهتها أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية "تيريسا ماي" في ختام اجتماع لجنة
الطوارئ البريطانية (كوبرا) أن مستوى الإنذار في بريطانيا الذي رفع في يناير الماضي
إلى "خطير" لم يتبدل، موضحة "هذا يعني أنه من المحتمل جدا شن هجوم إرهابي في هذا
البلد؛ ولا نفكر في تغيير مستوى الإنذار حاليا".
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشار في اتصاله الهاتفي مع رئيس الوزراء
البريطاني ديفيد كاميرون إلى وجود "مؤامرة إرهابية"! مشددا على أن "أمن الشعبين
البريطاني والأمريكي هو أولوية مطلقة".
وفي اتصال له مع الرئيس صالح جرى مؤخرا، لفت الرئيس أوباما إلى أنه ملتزم شخصياً
بالقضاء على القاعدة والوقوف إلى جانب اليمن وجعله أكثر ازدهاراً، مؤكدا على أن
علاقات الولايات المتحدة مع اليمن تتركز على قضايا مكافحة الإرهاب من خلال المعونات
الاقتصادية والإنسانية –حسبما أورده بيان البيت الأبيض.
وحث أوباما نظيره على تعزيز إجراءات الأمن، وضرورة أن يساعد اليمن في تعزيز الثقة
في قطاع الشحن الجوي لديه.
ومن أجل ذلك وحتى يقوم اليمن بدوره بدأت عدة حكومات وشركات طيران في أنحاء العالم
مراجعة إجراءاتها الأمنية، وتتابعت عدة دول في إعلان تعليق حركة الطرود القادمة من
اليمن، أو في إعلان عدم قبولها للرحلات اليمنية القادمة على أراضيها. وهذا بدوره
سوف يكلف اليمن أعباء وخسائر مالية ومادية كبيرة، خاصة وأن اليمن لا تزال تعاني من
ارتفاع رسوم التأمين البحري المفروضة على السفن المتجهة إلى مياهها الإقليمية على
خلفية حركة القرصنة التي شهدها خليج عدن وبحر العرب.
إن اليمن سوف يكون مضطرا أكثر من ذي قبل لفتح أبوابه للخبراء الغربيين، في مطاراته
وموانئه، وفي أجهزته الحكومية وفي مواقع ميدانية عدة، وهذا يذكرنا بفرق التفتيش
الغربية التي اخترقت العراق تحت ذرائع كاذبة لترسم الخطط الاستخبارية للهجوم
الأمريكي الذي تحقق عام 2003م.
يقول صلاح الصيادي، أمين عام حزب الشعب الديمقراطي (حشد)، في مقال له بعنوان
(الطرود المشبوهة: مخطط أمريكي بتعاون إقليمي لاحتلال اليمن!): "ثمة خطوات متسارعة
يلمسها المتتبع والخبير بمجرى الأحداث التي تتوالى في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق
بما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن، لكنها -أي الأحداث- تنتهي في مستقر واحد".. أو ما
يصفه بـ"المؤامرة المحبوكة جيدا" و"صنيعة عمل استخباراتي إقليمي دولي متقن". ويرى
الصيادي بأنه "بكل الأحوال -سواء كانت تلك الطرود المشبوهة حقيقة أو غير ذلك من
الاحتمالات الكثيرة- تصب جميعها في حقيقة واحدة.. أن اليمن هو المستهدف من هذا
المخطط الخطير، الذي يعتقد البعض أنه سيمنحهم حق التدخل المباشر في السيادة اليمنية
والنيل من الشعب اليمني تحت جلباب مكافحة الإرهاب وجماعات تنظيم القاعدة باليمن".
ويقول القيادي المؤتمري د. علي العثربي -في صحيفة الجمهورية، في 1/11- تحت عنوان
(كفّوا أيديكم عن أذى اليمن): "يبدو أن الاستهداف الذي أشعلته الفضائيات بشأن اليمن
والتهويل الكبير حول حجم القاعدة يهدف إلى التقليل من حجم النجاحات التي حققتها
اليمن في الضربات الاستباقية والمواجهات العملية لعناصر التخريب الإرهابية, ومحاولة
للتشكيك في قدرات اليمن"، مشيرا إلى وجود مؤامرة تحاك ضد اليمنيين "لإخضاعهم
وقبولهم بالإذلال".
ويضيف العثربي: "قلنا مراراً وتكراراً بأن اليمن لا يمكن أن يقبل بالتدخل الخارجي،
ولا يحتاج إلا إلى المساعدة وتوفير المعلومات بدلاً من التآمر عليه ومحاولة إحباط
نجاحاته في مواجهة عناصر الإرهاب, فهل تكف القوى الحاقدة على اليمن عن تآمرها،
وتدرك أن اليمنيين على درجة من الوعي ولن يقبلوا بالتدخل في شئونهم الداخلية"..
ويبقى السؤال قائما، إلى أي حدٍّ تمتلك الحكومة اليمنية القدرة على معالجة آثار
الحرب غير المعلنة التي تدار عليها وعلى اليمنيين عموما؟ وما هي وسائلها في قطع
الطريق على أي استهداف خارجي لليمن؟ وهي التي فقدت الكثير من القبول الشعبي نتيجة
الأداء السياسي والإداري والتنموي الفاشل! وإلى أي مدى ترى القاعدة في أعمالها
مكاسب تتفق مع مقاصد الشريعة وميزان العقل.. وهي تُعين الأعداء على تمرير مخططاتهم
بما يمتلكونه من تمكن إعلامي وسياسي واقتصادي وأمني...؟! وهل ستستمر على هذا النهج
دون ردع من ضمير حي أو عقل واع؟!
|
المد الإيراني والنوم الخليجي
المد الإيراني والنوم الخليجي
لا
يستطيع أحد أن ينكر الهدف الاستراتيجي لإيران بالسيطرة على دول المنطقة
وبسط نفوذها عليها وخصوصا المناطق المطلة على الخليج العربي الغنية
بالبترول، وهو مخطط تسعى لتحقيقه حتى قبل الثورة الخمينية، وهذ المخطط قد
ينكره الساسة الإيرانيون في العلن، ولكن في الجلسات الخاصة ومع بعض
المقربين، أو حتى مع بعض الخصوم فإن بعض المسؤولين الإيرانيين لا يتردد في
الإعلان عنه لحاجة في نفوسهم.
ويكفي
للتدليل على ما نقول هي تلك الممارسات التي تقوم بها إيران في المنطقة
والمحيط العربي والإسلامي حتى ندرك أنها لن تتخلى لحظة عن تصدير ثورتها أو
تحقيق هدفها التوسعي.
لا
يخفى على أحد الدعم اللامحدود الذي قدمته إيران ولا تزال للحكومات
العراقية المتعاقبة، ولا أحد يستطيع أن ينكر دعم إيران للنظام السوري
المجرم المتحالف معها والذي إن سقط فسيؤدي إلى ضعف نفوذها في المنطقة، كذلك
دعمها لحزب الله في لبنان والذي يدين بولائه وطاعته للمرجع الشيعي خامنئي.
دعم
إيران لثورة الحوثيين في اليمن، وتدريب عناصرهم في جزر (دهلك) والتي
استأجرت إيران ثلاثة منها من أرتيريا وهي مقابلة لليمن، لسهولة نقل
المقاتلين عبر البحر الأحمر، ومما يؤكد دعم إيران لهؤلاء هو قبض اليمن على
سفينة إيرانية كانت تعبر البحر الأحمر وهي مملوءة بالسلاح.
يتساءل
كثير من أبناء الخليج عن مدى إدراك حكومات دول مجلس التعاون لهذا الخطر؟
وهل لديها مراكز لجمع المعلومات؟ وهل لديها إحصائيات أو دراسات عن حجم
التوسع الإيراني في الخليج؟
ويتبع
هذه التساؤلات لدى المواطنين أسئلة أخرى وهي إن لم يكن لدى دول الخليج
معلومات كافية فماذا تنتظر لجمعها؟ وإن كان لديها إدراك لهذا الخطر فما
الذي عملت لدفعه؟
البعض
يطرح فرضيات لضعف التحرك الخليجي تجاه التهديدات الإيرانية للخليج، ومنها
عدم الشعور الفعلي لدى الحكومات الخليجية بحقيقة الخطر التوسعي، وهذا
الشعور إن كان موجودا بالفعل فهو مصيبة.
وهناك
رأي آخر يرى أن السبب ناتج عن التحالفات العسكرية والأمنية التي تعقدها
هذه الدول مع أميركا، والتي تجعل الأخيرة لا يمكنها التخلي عن دول الخليج
لحاجتها إلى البترول، وأعتقد أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي والتي
أشار فيها إلى تمكن بلاده حاليا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من البترول دون
الحاجة إلى الاستيراد، لا بد وأن تدق ناقوس الخطر عند دول الخليج العربي من
إمكانية تخلي هذا الحليف عن دعمها.
بل
إن مما ينبغي الانتباه له هو إمكانية تحول أميركا إلى عقد تحالف استراتيجي
مع إيران نفسها بدلا من دول الخليج، ولن يمنعها شيء من ذلك، لأن في عالم
السياسة ليس هناك عدو أو صديق دائم بل مصالح مشتركة.
ومما
يزيد من قوة فرص التحالف الأميركي الإيراني هو أن هناك لجنة في واشنطن
تأسست منذ عام 2004 وهي (اللجنة الدائمة للحوار الأميركي الإيراني )
ولقاءاتها مستمرة إلى الآن، كما أن تجربة التعاون الذي تم بين أميركا
وإيران والذي ساهم وساعد في احتلال أفغانستان والعراق، وإسقاط حكومة طالبان
وصدام، يدعم بقوة إعادة مثل هذا التحالف.
ومن
هنا، فإننا كشعوب خليجية نطالب حكوماتنا بأن تضع التهديدات الإيرانية في
عين اعتبارها، وأن تبذل كل ما في وسعها لتحقيق الوحدة الحقيقية في ما بينها
عسكريا واقتصاديا، فإننا كشعوب أمانة في رقبة المسؤولين والله تعالى سائل
كل راع عمن استرعاه أحفظ أم ضيع.
كما
أطالب بعض نواب المجلس أبو صوت والذين أزعجونا بتحذيراتهم الوهمية
وتخويفهم من الإخوان المسلمين في الكويت والوطن العربي أن يسمعونا صوتهم
تجاه التهديدات الإيرانية الحقيقية والمستمرة للكويت والخليج، إن كانت
بالفعل قلوبهم حريصة على هذا البلد وتخاف على أمنه. فهل تتوقعون أنهم
سيفعلون؟
عبد العزيز صباح الفضلي
الراي
http://www.mobashernews.net/article/4431
الأحد، 3 مارس 2013
صدور أخطر كتاب لتفاصيل الإتصالات بين إيران وامريكا واسرائيل والصفقة الكبرى بالمنطقة ؟
صدورأخطر كتاب يتناول تفاصيل الإتصالات( إيران ،أمريكا،إسرائيل)والصفقةالكبرى بالمنطقة؟!
التحالف الغادر إيران، اسرائيل، أميركا ) !!؟
تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".
واشنطن ــ الوطن
"التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية". هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، و هو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض "الوهابيين" أو أن يتّهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل و إيران و أمريكا و للمصالح المتبادلة بينهم و للعلاقات الخفيّة.
انه قنبلة الكتب لهذا الموسم و الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى و أيضا في توقيت و سياق الأحداث المتسارعه في الشرق الأوسط و وسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتّحدة.
الكاتب هو "تريتا بارسي" أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستكوهولم" لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.
و تأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة و التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجّهة.
كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا، يرأس "بارسي" المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاث أمريكا، إسرائيل و إيران.
يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق و التحليلات و المعلومات المعتبرة و الخاصة.
و يعالج "تريتا بارسي" في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.
اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:
أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام و الشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميه الجيو-استراتيجيا هنا).
ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين و وقت معين.
ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و "الجيو-ستراتيجية"، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" و ليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.
بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و التنافس الإقليمي و الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية...الخ.
و في إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.
و بين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد و يتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.
و استنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران و إسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل و إيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.
وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتّحدة و إسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام و أفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات و الخطابات الاستهلاكية و ذلك كرافعة سياسية و تموضع ديبلوماسي فقط. فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شانه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل "خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior). إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب و الجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و في مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.
في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، و هو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.
و يشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية "لا حرب، لا سلام". الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية "لا حرب، لا سلام" هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ "العرب يريدون النيل منّا".
استنادا إلى "بارسي"، فإن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.
و يؤكّد الكاتب في هذا السياق أنّ أحد أسباب "انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000" هو أنّ إسرائيل أرادت تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.
و يكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق و معلومات سرية جدا و موثقة فيه، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.
و بينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.
تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".
وفقا لـ"بارسي", فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.
هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي:[1]
1- عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).
2- عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.
3- عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.
4- التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
5- قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى "طرح الدولتين" و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.
المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لإسرائيل" و "محوها عن الخريطة".
ينقل "بارسي" في كتابه أنّ الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار "أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر". بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.
و يشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
و من المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.
ما استطاع "تريتا بارسي" تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي و بحثي دقيق و مهم ، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من الشعوب يعيش في أوهام النصرة و النجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين !!؟
التحالف الغادر إيران، اسرائيل، أميركا ) !!؟
تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".
واشنطن ــ الوطن
"التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية". هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، و هو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض "الوهابيين" أو أن يتّهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل و إيران و أمريكا و للمصالح المتبادلة بينهم و للعلاقات الخفيّة.
انه قنبلة الكتب لهذا الموسم و الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى و أيضا في توقيت و سياق الأحداث المتسارعه في الشرق الأوسط و وسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتّحدة.
الكاتب هو "تريتا بارسي" أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستكوهولم" لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.
و تأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة و التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجّهة.
كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا، يرأس "بارسي" المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاث أمريكا، إسرائيل و إيران.
يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق و التحليلات و المعلومات المعتبرة و الخاصة.
و يعالج "تريتا بارسي" في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.
اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:
أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام و الشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميه الجيو-استراتيجيا هنا).
ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين و وقت معين.
ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و "الجيو-ستراتيجية"، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" و ليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.
بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و التنافس الإقليمي و الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية...الخ.
و في إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.
و بين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد و يتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.
و استنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران و إسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل و إيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.
وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتّحدة و إسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام و أفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات و الخطابات الاستهلاكية و ذلك كرافعة سياسية و تموضع ديبلوماسي فقط. فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شانه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل "خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior). إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب و الجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و في مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.
في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، و هو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.
و يشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية "لا حرب، لا سلام". الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية "لا حرب، لا سلام" هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ "العرب يريدون النيل منّا".
استنادا إلى "بارسي"، فإن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.
و يؤكّد الكاتب في هذا السياق أنّ أحد أسباب "انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000" هو أنّ إسرائيل أرادت تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.
و يكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق و معلومات سرية جدا و موثقة فيه، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.
و بينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.
تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".
وفقا لـ"بارسي", فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.
هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي:[1]
1- عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).
2- عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.
3- عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.
4- التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
5- قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى "طرح الدولتين" و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.
المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لإسرائيل" و "محوها عن الخريطة".
ينقل "بارسي" في كتابه أنّ الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار "أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر". بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.
و يشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
و من المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.
ما استطاع "تريتا بارسي" تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي و بحثي دقيق و مهم ، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من الشعوب يعيش في أوهام النصرة و النجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين !!؟
تمرد الحوثي في اليمن وأبعاد التحالف الشيعي الأمريكي في المنطقة! (1-2)
|
|
تمرد الحوثي في اليمن وأبعاد التحالف الشيعي الأمريكي في المنطقة! (1-2) | |
|
|
مقدمة:
عاش
العالم الإسلامي عقب سقوط الخلافة الإسلامية تحت ظلال الدول القومية
والوطنية (المشكلة وفق رسم قوى الاستعمار في حينه)! ولم يكن من الممكن
تفتيته في ذلك العهد إلى أجزاء أصغر نظرا لوجود شعور لدى عامة المسلمين (أو
العرب) بضرورة الوحدة، ذلك المعنى الذي غرسه الإسلام في قلوبهم منذ 14
قرنا! إلا أن العمل ظل جاريا على أساس تفكيك البنية الداخلية لكل دولة من
هذه الدول، تارة على أساس ديني أو مذهبي وتارة على أساس عرقي وتارة على
أساس حزبي أو مصلحي! وقد أظهرت "الديمقراطية" العالم العربي والإسلامي على
أنه لوحة من الفسيفساء المجزأة إلى وحدات صغيرة جدا! ففي دولة كاليمن مثلا،
وعقب التحول إلى الوحدة، تم الإعلان عن أكثر من 60 حزبا وتنظيما سياسيا!
الأمر الذي يعني غياب منطق الوحدة والاجتماع وقيام المجتمع على أساس الفرقة
والتصارع والشقاق!
إن
هذه الحال التي وصل إليها عالمنا العربي والإسلامي دفعت به مع ظروف
الأطماع الخارجية إلى حالة مخاض صعبة، ليست في حقيقتها إلا نتائج طبيعية
لسير حركة التاريخ المعاصر، وقد تتولد عن هذا المخاض –الذي تتعجله قوى
الاستعمار- دول مفروزة بحسب الانتماءات الطائفية أو العرقية أو العشائرية!
لأن المزيد من تمزيق المنطقة يسهل قدوم المستعمر الذي سيدافع عن هذه
"المحميات"! ويراعي ترتيب العلاقات فيما بينها! فالمرحلة باختصار مرحلة
"ملوك الطوائف".. ولعل هذا ما يراد باليمن.. كما سيأتي معنا!
الزيدية*.. وإقامة دولة الإمام*:
نشأت
"الزيدية" كفرقة مستقلة عن الشيعة باتخاذها زيد بن علي بن زين العابدين
(من نسل الحسن بن علي رضي الله عنه) إماما لها، بعد أن تخلى مجموع الشيعة
الآخرين عنه لترضيه عن الشيخين (أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) فأطلق عليهم
الإمام زيد مسمى "الرافضة".
وقد
خالف "الزيدية" "الرافضة" في اشتراطهم الخروج لصحة الإمامة، وهي من
المسائل التي تلقفها الإمام زيد عن المعتزلة، الذين يرون بوجوب الخروج
بالسيف على الحاكم الظالم، وترفض "الزيدية" مبدأ "التقية" الذي يأخذ به
"الرافضة". بل يذكر أبو الحسن الأشعري –رحمه الله تعالى-: "أن الزيدية
بأجمعها ترى السيف والعرض على أئمة الجور وإزالة الظلم وإقامة الحق".
ومن هذا المنطلق قامت للزيدية عدة ثورات، لكنها أخفقت جميعا، ولم ينجح منها غير اثنتين فقط: إحداهما في بلاد الديلم*، والأخرى في اليمن، حيث أسس يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي*،
والمعروف بالإمام الهادي، في القرن الثالث الهجري أول دولة لـ"الزيدية" في
اليمن. ومن هنا عرفت دولة "الزيدية" في اليمن بـ"الهادوية" نسبة إلى
الإمام الهادي.
"ويفيدنا
العلامة الهَادي بن إبراهيم الوزير (ت822هـ) في كتابه المخطوط "هداية
الراغبين" أن انتساب الزيدية إلى زيد بن علي؛ "لقولهم بإمامته واعتقادهم
فضله وزعامته؛ ولأن مذهبهم أن الإمامة فيمن قال بإمامة زيد بن علي، واعتقد
فضله فهو (زيدي)، وإن لم يلتزم مَذْهَبه في الفروع، فإنَّ كثيراً من
الزَّيْديَّة على رأي غيره في المسائل الاجتهادية والمسائل النظرية. وكان
من تقدم من الأئمة ينتسبون إلى زيد بن علي مع أنهم كانوا في العلم مثله في
الاجتهاد، ويُخَالفُونَه في كثير من المسائل كالقاسم (بن إبراهيم وحفيده)،
الهادي (يحيى بن الحسين وابنه)، الناصر وأمثالهم من الأئمة الكبار
السابقين"، ويضيف مؤكداً: "وإنما انتسبوا إليه لأنهم قالوا بصحة إمَامته".
وقد
أخذت "الزيدية" عن "المعتزلة" -أو اتفقت- معها في بعض الأصول، وكان الإمام
الهادي فيها وفي علم الكلام يوافق الكثير من آراء شيخه أبي القاسم البلخي
الكعبي (المعتزلي)، أمَّا في الفروع فقد استقل باجتهاداته التي وردت في
مجموع رسائله وإجاباته الفقهية القليلة بما فيها كتابه "النخب"، وكتابه
"جوامع الأحكام" الذي لم يكمله.
إذن
فقد تأثر المذهب الزيدي في فكره السياسي بفرقتين هما: المعتزلة الداعية
إلى الخروج على أئمة الجور والظلم بالسيف، والشيعة التي تشترط الفاطمية
للإمامة (بغض النظر عن الخلاف فيما بين فرقها). ولأن أئمة آل البيت تميزوا
بالعلم والفقه فقد التصق إلى جانب القاعدتين السابقتين مذهبا فقهيا داخليا
لأتباع هذا المذهب.. وبذلك برزت "الزيدية" كفرقة مستقلة فكريا وسياسيا*.
أصول الإمامة عند الزيدية*:
تنبني الإمامة عند الزيدية على خمسة قواعد هي:
1-
جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل: وهذا القول لدى الزيدية ليس قاعدة
عامة، وإلا سقط مبرر الخروج لديهم، وإنما قال به الإمام زيد لتبرير شرعية
خلافة أبي بكر وعمر وعثمان (رضي الله عن الجميع)، ولإسقاط دعوى الطاعنين
فيهم؛ لذا فأئمة الزيدية -بعد الإمام زيد- يقولون بوجوب إمامة الفاضل.
2- أن يكون الإمام من أولاد فاطمة، أي دون من هو علوي! أو قرشي!
3- القول بعدم عصمة الأئمة، وهذا على خلاف الشيعة الإثنى عشرية.
4-
شروط الخروج في صحة الإمامة: كما ذهب إليه الإمام زيد، فلم يقل بالتقية.
لذلك ترى الزيدية أن الإمام من ولد الحسن والحسين من قام منهم شاهرا سيفه
ناصبا دابته وداعيا إلى كتاب ربه وسنة نبيه وآمرا بالمعروف وناهيا عن
المنكر، حينها تجب على الأمة طاعته؛ وتذكر المصادر مناظرة طريفة جرت بين
زيد بن علي وأخيه محمد الباقر حول مبدأ الخروج الذي يراه زيد شرطا لصحة
الإمامة، ولا يرى به الباقر، فقال الباقر لأخيه زيد: "على قضية مذهبك والدك
ليس بإمام فإنه لم يخرج قط ولا تعرض للخروج"!!
5-
جواز خروج إمامين في وقت واحد ووجوب طاعتهما: جوزت الزيدية خروج إمامين في
وقت واحد في قطرين مختلفين، وذهبت إلى أن طاعة كل منهما واجبة على قومه،
ولو أفتى أحدهما بخلاف ما يفتي الآخر كان كل واحد منهما مصيباً.. وإن أفتى
باستحلال دم الآخر، وقد تهكم الشهرستاني على هذا الرأي بقوله: "وهذا خبط
عظيم".
ورفض بعض الزيدية القول بقيام إمامين في وقت واحد، وذهبوا إلى ضرورة أن يكون الإمام واحداً في كل زمان.
سقوط دولة "الزيدية" في اليمن:
استمر
بقاء دولة "الزيدية" في اليمن قرابة 11 قرنا، عاشت خلالها فترات اتساع
شملت مناطق عديدة من اليمن، وفترات انكماش تضيق فيه الدولة إلى حدود
انطلاقتها في صعدة. كما أنها شهدت صراعا داخليا بين الأئمة، وصراعا خارجيا
مع دولة الخلافة أو دويلات أخرى مجاورة! ولم تنعم دولة الأئمة بفترة
استقرار طويلة بل كانت منهكة بالحروب الداخلية والخارجية!
وقد
كان لطبيعة نشأة دولة الزيدية في اليمن وطبيعة ظروف الصراعات والحروب التي
خاضتها أثر سلبي على المذهب الزيدي، الذي انغلق على اجتهادات أئمة المذهب
وكرس وفق رؤيته السياسية عزلته عن العالم المحيط به، وظل الفكر السياسي
للزيدية حجر عثرة إزاء الإصلاح السياسي والتلاحم الاجتماعي والتوحد مع
الخلافة، مما أثار عليه موجات الانتقاد الداخلية والخارجية!
وفي
حين اجتاحت العالم رؤى سياسية مختلفة ومتعددة (في أواخر القرن التاسع عشر
ومطلع القرن العشرين) لم يكن اليمنيون، وبالأخص منهم من عاش خارج اليمن أو
زار دولا أجنبية، بمعزل عن تلقف هذه الرؤى والاطلاع عليها والتأثر بها؛
وبالتالي تشكل جيل مطالب بالإصلاح وناقد للأوضاع السياسية بالدرجة الأولى،
وقوبلت المطالبة بالعناد والتعنت والبطش أحيانا كثيرة، ومثل ذلك منعطفا
باتجاه المحاولات الجادة للتغيير عبر محاولات للانقلاب والاغتيال.
وبرغم
تباين التيارات الداعية للإصلاح والتغيير، والتي أسقطت حكم الأئمة الزيدية
-عقب عدة محاولات- في عام 1962م، إلا أنها اتفقت على قضية واحدة هي إسقاط
"الحكم الإمامي"؛ وبالفعل استطاعت تحقيق هدفها بفعل دعم خارجي ومساندة
داخلية، وأعلن عن قيام نظام جمهوري في 26 من سبتمبر 1962م، وفقدت "الزيدية"
كمذهب دولة "الإمام" بل أصبحت مصنفة ضمن تيارات "الرجعية" الممتهنة وقوى
"الملكية" المتهمة!!
ورغم
محاولات الإمام أحمد بن يحيى حميدالدين استعادة ملكه ووقوف عدد من القبائل
في صفه، ووقوع مواجهات دامية مع الجمهوريين؛ إلا أنه لم يقع على أتباع
المذهب الزيدي بعد غلبة الجمهوريين أي اضطهاد ديني أو طائفي يذكر، بل إن
عددا كبيرا من قيادات النظام الجمهوري -لاحقا- هم بالأساس من المنتسبين أو
المحسوبين على المذهب "الزيدي"!
لكن
الثوار استعاضوا في مناهج التعليم الدينية بكتب وأراء الأئمة المجتهدين
(من المذهب الزيدي) كالشوكاني والصنعاني إضافة إلى مناهج استقدمت من مصر
والسعودية باعتبارهما مركز إشعاع علمي، وهي في عمومها خالية من مبادئ
الإمامة المنصوص عليها لدى (الشيعة والزيدية)! وكان لوجود حركة "الإخوان
المسلمون" المحسوبة على السنة أثر في تشكيل هذه المناهج ووضع مقرراتها،
وبالتالي كان لها الفضل في نشر السنة في عموم اليمن.
ومع
هذا ظل المذهب الزيدي مذهبا فكريا وفقهيا لقطاع عريض من الناس، ولم تشهد
الفترة التالية للثورة (وعقب فشل حصار صنعاء عام 1967م) أي محاولة عسكرية
لإعادة الإمامة إلى الحكم، وظل نشاط الزيدية مقتصرا على التعليم والدعوة في
إطار ضيق نتيجة الانفتاح الذي حدث والانتكاسة التي وقعت للمذهب.
إلا
أن البعض يتحدث خلال فترة الثمانينات عن تواصل بين إيران ومرجعيات زيدية
في اليمن، وأن هذا التواصل أخذ بعدا فكريا وتنظيميا وتمويليا، وقد ساعد
عامل النقمة لدى أتباع المذهب الزيدي على المذهب "الوهابي" الذي اخترق
اليمن! (وهو أمر لا تزال تكرسه صحف الأحزاب الشيعية كالأمة والبلاغ
والشورى، ويغذى به أتباع المذهب!) إضافة إلى نجاح الثورة الإيرانية
ومحاولاتها الجادة في تصدير الثورة إلى المنطقة.
وقد
بدأت جهود التواصل الإثنى عشري مع الزيدية في اليمن تؤتي ثمارها المرة في
التسعينيات، حيث شهدت اليمن أنشطة ملموسة للرافضة؛ منها:
-
وجود بعض المنتسبين لحزب الدعوة الشيعي في المستشفيات والمدراس والجامعات
والحوزات التابعة للشيعة وبعض المشاريع والأعمال الوظيفية.
- المكتبات التي تبيع كتب الرافضة بأثمان رخيصة، أو توزعها مجاناً، وكذلك التسجيلات!
- نشر نكاح المتعة في أوساط المدارس والجامعات بين الشباب والشابات.
- نشر أفكار التشيع في صعدة وصنعاء وعمران وذمار وحجة والمحويت والجوف.
- إقامة المجالس الحسينية ومجالس العزاء، وإحياء شعائر الشيعة!
- المنح الدراسية التي تستقطب أبناء المذهب الزيدي –زغيرهم- من الجنسين إلى إيران ولبنان!
- مشاركة مكاتب إيرانية ولبنانية شيعية في معارض الكتاب السنوية، لكنها منعت بعد وقوع تمرد الحوثي في 2004م من الدخول مرة أخرى!
- نشاطات السفارة الإيرانية الثقافية والاجتماعية في أوساط المجتمع وبين الأسر "الهاشمية"! تحديدا!
"أحزاب الله".. في اليمن:
يتوزع
اليمنيون على عدة طوائف وفرق أهمها وأكبرها "الشافعية" وتشمل الغالبية
العظمى من اليمنيين السنة، و"الزيدية" وتشمل معظم سكان المحافظات الشمالية
من اليمن الشمالي سابقا. وفي دراسة عن (النخبة السياسية الحاكمة في اليمن:
1978-1990م) ظهر أن مشاركة "السادة" -أو ما يعرف بـ"الهاشميين"- في السلطة
بلغ نسبة 11%!! على الرغم من "عهد طويل من حكم السادة عانى فيها اليمن من
ويلات الظلم والتفرقة والاستبداد والعنصرية والفقر"*،
إلا "أن بعض الأسر من هذه الفئة شاركت في التحضير لقيام الثورة اليمنية
والحفاظ عليها، مما منحها فرص المشاركة في قيادة البلاد وبتلك النسبة"*.
ومع
قيام الوحدة وإعلان الديمقراطية عام 1990م أعلن عن أكثر من 60 حزبا
سياسيا، كان منها: حزب الثورة الإسلامية، حزب الحق، حزب الله، اتحاد القوى
الشعبية اليمنية؛ وهي جميعا أحزاب شيعية توارت عن الساحة ولم يبق منها غير
اثنان هما: حزب الحق، واتحاد القوى الشعبية اليمنية.
و"حزب
الحق" حزب زيدي مذهبي، يصنف ضمن الأحزاب الطائفية ذات الصبغة الإسلامية،
وينضوي تحته أفراد من التيار الشيعي والزيدي معاً، يتزعمه القاضي أحمد
الشامي. وقد أعلن الحزب عن برامجه وأهدافه باعتبارها منبثقة من الإسلام؛
ومع ذلك فهو من التنظيمات السياسية الهامشية غير المؤثرة في الساحة، فلا
وزن له في العملية الانتخابية وليس له قبول في الأوساط الشعبية.
فقد
حصل الحزب على (18.659) صوتا أي (0.8%) من إجمالي الأصوات في انتخابات
1993م، وفاز اثنان فقط (من 65 مرشحا للحزب) بعضوية مجلس النواب عن محافظة
صعدة. أما في انتخابات 1997م فقد تدنت حصيلة الأصوات التي حصل عليها مرشحو
الحزب الـ(26) حيث بلغت 5.587 صوتا أي ما نسبته (0.21%)!! في حين لم يصل أي
واحد منهم إلى قبة البرلمان! وفي 2003م رشح الحزب 11 عضوا للانتخابات لم
يفز منهم أحد!
ويلاحظ
على الحزب أن مواقفه في كثير من القضايا لا تتفق مع الرأي العام في الساحة
اليمنية، وأقرب مثال على ذلك مساندته للحزب الاشتراكي في أزمة 1993م!
أما
"اتحاد القوى الشعبية" فهو تنظيم قديم ظهر في بداية قيام الجمهورية
العربية اليمنية، بهدف الدفاع عنها، ورغم قيادته الزيدية والمنتسبة لآل
البيت إلا أنه حزب تقدمي، يجمع بين الشعارات الإسلامية والأطروحات
التحررية؛ ويرأسه إبراهيم بن علي الوزير وأمينه العام محمد عبد الرحمن
الرباعي.
وهو
كسابقه حزب فاقد للشعبية، فقد حصل الحزب على (2.727) صوتا أي (0.2%) من
إجمالي الأصوات في انتخابات 1993م، ولم يفز أي من مرشحيه الـ26 بعضوية مجلس
النواب. وفي عام 1997م قاطع الانتخابات. أما في عام 2003م رشح الحزب 15
عضوا للانتخابات لم يفز منهم أحد!
يصدر
عن حزب "الحق" صحيفة "الأمة" الأسبوعية، وهي صحيفة تتغطى بالمذهب الزيدي
في حين أن أغلب الكتابات مشبعة بعقائد الرافضة (الإثنى عشرية)، كما أنها
تثني على إيران والثورة الإيرانية وزعامات ومرجعيات الشيعة في قم والنجف!
وكثيرا من الكتاب الذين يتناولون القضايا الشرعية -بزعمهم- هم من الدارسين
في الحوزات العلمية بتلك البلدان!
ومن
الصحف المعبرة عن الحزب وإن كانت ليست باسمه، صحيفة "البلاغ" الأسبوعية،
وهي كسابقتها في الشأن وإن كانت تضيف إلى ذلك توجهها البارز في مهاجمة
التيار "السلفي" "الوهابي" "التكفيري"...إلى آخر ما هنالك من الألقاب،
وتتبع بؤر المشاكل بين اليمن والسعودية لتضفي على الخلافات السياسية نوعا
من البعد والتأثير المذهبي!!
وتصنف
الصحيفتان بأنهما معارضتان وناقمتان في الوقت ذاته على الحكم القائم، في
حين أنهما يبديان تعاطفا غير مبرر تجاه "الحزب الاشتراكي اليمني" رغم بعده
عن مبادئ وفكر المذهب الزيدي!
نشأة تنظيم "الشباب المؤمن":
لقد
دفع التنافس بين شركاء تأسيس الوحدة "المؤتمر الشعبي العام" و"الحزب
الاشتراكي اليمني" خلال المرحلة الانتقالية للوحدة (1990م – 1993م) إلى بحث
كل منهما عن حلفاء لصالح كسب العملية الانتخابية وإضعاف قدرات الآخر،
وفيما رأى المؤتمر في الحركة الإسلامية حليفا قديما وعريضا يمكن توظيف
خطابه الديني وخبرته في مواجهة الاشتراكية فكريا وعسكريا وتنظيميا، رأى
الحزب الاشتراكي في أتباع المذهب الزيدي، الناقمين على النظام الجمهوري
وسيطرة ما يصفه أتباع المذهب بـ"الوهابية" على التعليم واكتساحهم للساحة،
حليفا ناقما على الأوضاع وراغبا في إعادة مجد الإمامة!
وبالفعل
توجه كل من الحزبين لمساندة ودعم حليفه الآخر في سبيل إضعاف خصمه، ومن هنا
وجد الشيعة أنفسهم في حلف مصيري مع الاشتراكيين الذين لم يبخلوا عليهم في
تلك الفترة بالدعم؛ لذلك وقف حزب "الحق" و"اتحاد القوى الشعبية"، (والحوثي
باعتباره من حزب الحق ومن رجالات المذهب الزيدي)، مع الاشتراكي في انتخابات عام 1993م وحرب 1994م.
ويعود
إنشاء تنظيم "الشباب المؤمن" إلى عام 1991م، بإيعاز من العلامة بدرالدين
الحوثي بهدف جمع علماء المذهب الزيدي في صعدة وغيرها من مناطق اليمن تحت
لوائه! وبالتالي دعم حزب "الحق" باعتباره يمثل المذهب الزيدي!
و"بدرالدين
بن أميرالدين الحوثي، من كبار علماء الشيعة، جارودي المذهب، يرفض الترضية
على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكذلك لا يترضى على أم المؤمنين
عائشة بنت الصديق. هاجم الصحيحين والسنن في كثير من مؤلفاته، واتهم الإمام
البخاري ومسلم بالتقول والكذب على رسول الله إرضاءً للسلاطين؛ ومنه ورث
ابنه حسين هذا المذهب، وسار عليه أنصارهم وأتباعهم"*!
وتشير
المعلومات إلى أن بدرالدين الحوثي تقدم في عام 1996م باستقالة جماعية مع
أبنائه، معلناً انتهاء أي علاقة له بحزب الحق، على خلفية خلاف بينه وبين
العلامة والمرجع المذهبي مجدالدين المؤيدي! وقد كان للمؤتمر الشعبي العام
دور مهم في هذه الاستقالة بغية تجريد الاشتراكي من حلفائه!
ويبدو أن الخلاف استند إلى بعدين:
الأول: منهجي، يتمثل في القضايا الفكرية والمذهبية، التي عبرت عنها دروس ومحاضرات حسين الحوثي المكتوبة والمتداولة، والتي يعترض فيها على المذهب الزيدي وعلمائه المعاصرين، معلنا عن ميوله لأقوال الشيعة الرافضة من سب الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين - رضي الله عن الجميع، والقول بعصمة الأئمة وعودة المهدي! والضحك من كتب السنة ورجالها وعلماء الحديث!
الثاني: تنظيمي، يتمثل في سيطرة قيادة حزب "الحق" على الأنشطة والأعمال بصورة تقليدية كما يراها حسين بدرالدين الحوثي و"الشباب المؤمن".
وتفرغ
بدرالدين الحوثي وأبنائه للقيام على تنظيم "الشباب المؤمن"، الذي استمر في
ممارسة نشاطه وتمكن من استقطاب الشباب (وغالبيتهم ينتمون للأسر الهاشمية
وللمذهب الزيدي)، والقبائل والوجاهات الاجتماعية في صعدة. وقد تلقى حسين
بدرالدين الحوثي مخصصات مالية شهرية حكومية بعد استقالته بالتنظيم
استقلالاً كاملاً عام 2000م هدفاً ومنهجاً وفكراً. وفي مقابلة للرئيس
اليمني (في 3/7/2004م) أشار إلى أنه قدم دعما مالياً للشباب المؤمن بحجة
حمايتهم من الارتباط بدعم خارجي بناء على "طلب من بعض الإخوان"، دون أن
يذكر أسماءهم. وكان دعم تنظيم "الشباب المؤمن" محاولة لإضعاف الخصم السياسي للمؤتمر الشعبي العام، ألا وهو التجمع اليمني للإصلاح!
وبدأ حسين الحوثي بتوسيع نشاطه خارج منطقة صعدة، ليؤسس مراكز مماثلة لمركزه في عدة محافظات، وأرسل إليها بعض طلبته
المقربين مع مجموعة من الأساتذة العراقيين الذي توافدوا على اليمن بعد حرب
الخليج الثانية والحصار الجائر الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق.
وقد
شملت أنشطة "الشباب المؤمن" التنظيمية عددا من المحافظات منها صنعاء وصعدة
وعمران وحجة وذمار والمحويت، وتمت عبر المساجد والمراكز الخاصة التي أنشئت
لتدريس المذهب الزيدي وفق رؤية الحوثي!
وعمل
تنظيم "الشباب المؤمن" على إحياء مناسبة "يوم الغدير" في محافظة صعدة،
بمظاهر تحولت إلى تجمع للقبائل الموالية للحوثي واستعراض للقوة وعرض لأنواع
وفيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وإطلاق النار بكثافة في نبرة
تحد واضحة، كما أن إحياء المناسبة في محافظات أخرى لم يكن بمعزل عن الحوثي
وفكره ودعوته.
كما
عمل تنظيم "الشباب المؤمن" على إقامة المنتديات الصيفية في أكثر من منطقة،
وكان بدرالدين يضفي عليها الشرعية المذهبية، ويبارك جهودها، ويحث القبائل
على تسجيل أبنائهم فيها. وكان الشباب وأغلبهم من صغار السن يشاهدون في هذه
المنتديات أفلام الفيديو التي تحكي كيف تم سقوط نظام الشاه في إيران، وكيف
قامت ثورة الخميني، وتظهر صور الممثلين وهم يواجهون زحف الدبابات، ولا
ينحنون برؤوسهم أمام كثافة النيران، وتصيب أحدهم الرصاصة فينزف دماً وهو
يهتف: "الله أكبر، الموت لأمريكا"، وتظهر بعض الصور وشباب الثورة قد ربطوا
أرجلهم لكي لا يفروا أمام زحف جيوش الشاة! وكان عبد الكريم جدبان -أو غيره-
يقوم بالتعليق أحياناً على هذه الأشرطة، ويحث الشباب في المنتديات على
التشبه بإخوانهم شباب الثورة الخمينية، والوقوف في وجوه الطغاة!*
ويدندن أتباع "الشباب المؤمن" عموما حول:
- الشعارات المعادية -بزعمهم- لأمريكا و إسرائيل! وذلك عقب صلوات الجمعة، بما في ذلك ترديد الشعار في الجامع الكبير بصنعاء.
- الحديث حول فلسطين وجرائم اليهود!
- إثارة ما يؤلب الناس على الدولة بالحديث عن الأسعار والغلاء المعيشي والفساد المالي وفساد بعض المسئولين وأكل حقوق الضعفاء والمساكين!
- إحياء الأوجاع التي وقعت في التاريخ الإسلامي وطوتها الأيام، لإثارة النعرات الطائفية تحت شعار "آل البيت" ونصرتهم!
- إبراز مظاهر القوة والتحدي في مناسباتهم واحتفالاتهم المذهبية، كعيد الغدير ويوم عاشوراء!
- إثارة المخاوف الطائفية ممن يصفونهم بـ"الوهابية" و"السلفية"..!
حسين الحوثي والتمرد الأول:
حسين
الحوثي ينتمي إلى أسرة هاشمية يرجع نسبها إلى الحسين بن علي بن أبي طالب؛
أما والده فهو العلامة بدرالدين الحوثي من أبرز علماء ومرجعيات المذهب
الزيدي في اليمن.
تلقى تعليمه في المعاهد العلمية من الابتدائية وحتى الثانوية، كما تلقى المذهب الزيدي على يد والده وعلماء المذهب في صعدة. وتفيد بعض المصادر بأنه أتم تعليمه الجامعي وحصل على الماجستير والدكتوراه خارج اليمن!
كان
عضوا في مجلس النواب عن دائرة مران بصعدة من العام 1993م- 1997م، وتفرغ
عقب خروجه من مجلس النواب لنشر أفكاره ومعتقداته من خلال الدروس والمحاضرات
والخروج الدعوي إلى المناطق، وقيادة تنظيم "الشباب المؤمن" وتشكيل فروع
له، وإنشاء حوزات ومساجد تابعة له.
وبدأت
تتجلى ظاهرة حسين الحوثي فيما يطرحه من المسائل والآراء، فظهر تطاوله
وتهجمه على علماء الزيدية، وآراء المذهب وكتبه! معتبراً نفسه مصلحاً
ومجدداً لعلوم المذهب وتعاليمه! وتجاوز الأمر إلى حد السخرية من كتب الحديث
والأصول وإظهار شتم الصحابة وأمهات المؤمنين (رضي الله عن الجميع)، وهو ما
دفع علماء "الزيدية" لإصدار بيان نشرته صحيفة "الأمة" الناطقة باسم حزب
"الحق"!
وهو
متأثر بعقائد الرافضة وميال إلى مذهبهم الإثنى عشري، ويثني كثيرا في
محاضراته –التي أصبحت تباع كملازم- على الثورة الإيرانية والإمام الخميني
والمرجعيات الشيعية في النجف وقم!
وقد
جاء في ديباجة "بيان علماء الزيدية"، الذي توجه بالخطاب إلى "كافة أبناء
المذهب الزيدي وغيرهم من أبناء الأمة الإسلامية"، ما يلي:
"استجابة
لأمر الله في قوله جل جلاله: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب
لتبيننه للناس ولا تكتمونه) ولقوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من
البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم
اللاعنون)، ولقوله عليه الصلاة والسلام: "من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه
أمنا وإيمانا"، ولقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا ظهرت البدع ولم يظهر
العالم علمه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، ولما ظهر في
الملازم التي يقوم بنشرها وتوزيعها حسين بدرالدين وأتباعه، والتي يصرح فيها
بالتحذير من قراءة كتب أئمة العترة، وكتب علماء الأمة عموما، وعلى وجه
الخصوص كتب أصول الدين وأصول الفقه"؛ ثم أورد شواهد مما ورد فيها!
وعقَّب
البيان بالقول: "وغير ذلك من الأقوال التي تصرح بتضليل أئمة أهل البيت من
لدن أمير المؤمنين علي عليه السلام ومرورا بأئمة أهل البيت، وإلى عصرنا
هذا، والتي يتهجم فيها على علماء الإسلام عموما، وعلى علماء الزيدية خصوصا،
وفيما يذكره من الأقوال المبطنة من الضلالات التي تنافي الآيات القرآنية
الواردة بالثناء على أهل البيت المطهرين، وتنافي حديث الثقلين المتواتر،
وحديث "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين"، فمن أثنى عليه الله ورسوله
لا يكون ضالا، بل الضال من خالف الله ورسوله وإجماع الأمة.
فبناء
على ما تقدم رأى علماء الزيدية التالية أسماؤهم، التحذير من ضلالات
المذكور وأتباعه، وعدم الاغترار بأقواله وأفعاله التي لا تمت إلى أهل البيت
وإلى المذهب الزيدي بصلة، وأنه لا يجوز الإصغاء إلى تلك البدع والضلالات
ولا التأييد لها، ولا الرضا بها، (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، وهذا براءة
للذمة، وتخلص أمام الله من واجب التبليغ".
وقد
وقع على البيان كل من: "حمود عباس المؤيد -مفتي الجمهورية، أحمد الشامي
-أمين عام الحزب الحق، محمد محمد المنصور، صلاح بن أحمد فليته، حسن محمد
زيد، إسماعيل عبدالكريم شرف الدين، محمد علي العجري، حسن أحمد أبو علي،
محمد حسن الحمزي، محمد حسن عبدالله الهادي"*.
لقد
أظهر حسين الحوثي تأييده وتأثره بـ"حزب الله" الشيعي اللبناني، وربما رفع
أعلامه في بعض المراكز، كما عمد إلى رفع شعار: "الله أكبر.. الموت
لإسرائيل، الموت لأمريكا، النصر للإسلام" دافعا بشباب التنظيم وأتباعه
لترديده عقب صلاة الجمعة في العديد من المناطق، بما في ذلك جوامع صنعاء
والجامع الكبير بها.
وقد
استطاع من خلال دعم الدولة وأتباع المذهب ودعم جهات خارجية من ضمنها إيران
وشخصيات ومؤسسات شيعية في المنطقة من إقامة عشرات المراكز العلمية
(المسماة بالحوزات) في صعدة وعمران ومأرب والجوف وحجة وذمار.. وصنعاء. وكان
لهذه المراكز نشاط ملموس في إقامة المخيمات الصيفية والندوات والمحاضرات
والدروس؛ ونشر العديد من "الملازم" والكتب التي تروج لفكره وتحرض أتباع
المذهب الزيدي على اقتناء الأسلحة والذخيرة تحسباً لمواجهة الأعداء من
الأمريكيين واليهود، واقتطاع نسبة من الزكاة لصالح المدافعين عن شرف
الإسلام والمذهب!!
وبرغم
ضيق الحكومة من تصرفاته إلا أنها لم توقف دعمها المالي عنه، وحاولت في
مقابل ذلك إقناعه بالعدول عن توجهاته وأفكاره كونها تثير الفتنة المذهبية
والطائفية والسلالية وتعد خروجاً على الدستور والقانون؛ وأوفدت عدة وسطاء
من علماء المذهب الزيدي وبعض الشخصيات الهاشمية وعلماء دين ومشائخ قبائل
لإقناعه بالعدول عما هو عليه؛ لكنه لم يأبه بالأمر واستمر في الدفع بشبابه
(الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-25 عاماً) لإظهار ثقله الديني والسياسي
بالتظاهر في معظم المساجد وعقب صلوات الجمعة وترديد شعاراتهم ضد إسرائيل
وأمريكا، وقد بلغ الأمر في إحدى المظاهرات بسقوط قتلى أثناء مسيرة نظمها
التنظيم باتجاه السفارة الأمريكية إبان الحرب على العراق، في 2003م.
وبدأ
الصدام بين الدولة وأتباع الحوثي يأخذ طابع الاعتقال، وإغلاق المحلات من
مكتبات وتسجيلات شيعية، في حين بدأ حسين الحوثي في التحصن في جبال مران حيث
مسقط رأسه ومعقد الولاء المذهبي له، فأقام تحصينات إنشائية وزود أتباعه
بالسلاح والذخيرة، وبدأ بالتعبئة ضد أي عدوان أمريكي أو إسرائيلي! وأحاط
نفسه بإجراءات أمنية صارمة؛ وبدا الأمر وكأنه استعداد لخوض مواجهة عسكرية
مؤكدة وليست محتملة!
ذكر
رئيس الجمهورية في حديثه لصحيفة "السفير" اللبنانية، في 19/8/2004م، أن
الحوثي تمرد على الدولة، وأنه لم يتجاوب في التواصل مع السلطة، ولم يستجب
لمطالب الدولة في معرفة الأنشطة التي يقوم بها في المنطقة. وكان رفضه إلى
جانب المعلومات المتوفرة لدى القيادة السياسية سببا في إيجاد قناعة بأن
عنده شيئا يخفيه! وأن هناك خطورة منه إن لم تكن اليوم فربما في المستقبل!
وأضاف بأن السلطة عملت على متابعة الحوار معه لإقناعه مدة سنة ونصف تقريبا
ليسلم نفسه مع إعطائه الأمان! لكن دون جدوى!
كانت
ملاحظات الدولة تجاه الحوثي تتمثل في: قيام ميليشيات، وتحصينات دفاعية،
واقتناء أسلحة، وتوزيع أموال! ونتيجة لعدم تجاوبه، اتخذ القرار بفرض حصار
عليه وتطويقه لكي يسلم نفسه! وعندما بدأ التطويق قام بالعدوان المسلح على
الجيش والأمن! وبالتالي فرض عليهم القتال بالرغم من أنه لم يكن هناك قرار
بالقتال! –على حسب شهادة الرئيس!
في
هذه الأثناء كانت الوساطات مستمرة لكنها فشلت في إقناعه بتسليم نفسه!
وعندها –فيما يبدو- شعرت الدولة بخروج الأمر عن السيطرة، وبوجود مؤامرة
مدبرة من حليف الأمس! ففرضت قوات الأمن والجيش طوقا على المنطقة وحاصرتها،
وبدأت في المواجهة مع أتباع الحوثي المتحصنين في 18 يونيو! بعد أن تعرضت
لاعتداءات متكررة! وبدأ الحديث إعلاميا عن ادعاء الحوثي "الإمامة"، وقيل
"المهدية"، وقيل "النبوة"، من قبل صحف المؤتمر ووسائل الإعلام الرسمية التي
كالت عليه أوصاف التمرد والخروج على الشرعية!
وفي
التقرير الأمني الذي قدمه وزير الداخلية اليمني اللواء رشاد العليمي إلى
أعضاء مجلس النواب، ذكر فيه بأن الحوثي قام بتوزيع كتاب بعنوان "عصر
الظهور" لمؤلفه علي الكوراني العاملي! والذي أشار إلى ظهور ثورة إسلامية
ممهدة لظهور المهدي، وأن اسم قائدها اليماني (حسن أو حسين)، وأنها أهدى
الرايات في عصر الظهور على الإطلاق، وأن "اليماني" يخرج من قرية يقال لها
"كرعة" وهي قرية في منطقة بني خولان قرب صعدة.
ثم
يذكر التقرير نفسه أن الأجهزة الأمنية ضبطت مع بعض أتباع الحوثي من أبناء
صعدة وثيقة مبايعة الحوثي على أنه الإمام والمهدي المنتظر!*
وقد
اختار الحوثي (الأب)، ومن قبله الابن، مناطق مديرية حيدان في مران
والرازمات ووادي نشور وشافعة منطلقا لعملياتهم ضد الحكومة نظرا لما تتميز
به تلك المناطق من تضاريس وعرة يصعب على القوات البرية الوصول إليها، كما
يصعب على القوات الجوية اختراق تحصيناتها.
فمحافظة
صعدة -التي تقع في شمال اليمن وتبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 204 كم- منطقة
مرتفعة ذات جبال وعرة، وهي منطقة حدودية مع المملكة العربية السعودية،
وأغلبية سكانها ينتمون للمذهب الزيدي الهادوي، وفيها نشاط واسع ومتغلغل
للإثنى عشرية منذ الثمانينات.
إذن فقد ساهمت عدة عوامل لتكون صعدة هي منطلق حركة التمرد:
- وعورة المنطقة وصعوبة تضاريسها.
- النشاط الإثنى عشري الذي استطاع اختراق أتباع المذهب الهادوي في صعدة.
- تعاون القبائل المنتمية للمذهب الزيدي والمتأثرة بأفكار الحوثي معه.
- توفر السلاح بكميات كبيرة لدى هذه القبائل، ووجود أسواق لها في المنطقة.
- توفر الدعم المالي بشكل كبير الأمر الذي وفر القدرة والإمكانيات لمواجهة الدولة!!
- التعاون الاستخباراتي الذي تقوم بها بعض الجهات والشخصيات المحسوبة على الدولة والمؤتمر لصالح المتمردين.
-
دافع الثأر من قبل القبائل تجاه أبنائهم الذين سقطوا في المواجهات الأولى
العام الماضي (2004م)؛ علما بأن طابع هذه القبائل الشراسة والحمية! وهذا في
شأن التمرد الثاني الذي يقوده الحوثي (الأب)!
وللعلم
فلم يكن الحوثي (الأب) في معزل عن المواجهات الأولى، برغم عدم ظهوره فيها،
فقد كان يبارك كل جهود ابنه ويصفه بـ"المصلح الكبير" و"المجدد للمذهب
الزيدي"!
وفي
حين عززت الدولة قواتها العسكرية وحشدت إمكانياتها لحسم المعركة، وقفت
القبائل إلى جانب حسين الحوثي ومن معه، وهو ما حدا بالدولة لاستنفار قبائل
المنطقة ضده. كما أنها قامت بتدابير أمنية مختلفة للتضييق على حركة التمرد
وتبعاتها، منها:
- القبض على عدد من الأشخاص الذين يروجون للحوثي من قضاة وصحفيين وخطباء مساجد من مختلف المناطق المتعاطفة، وتقديم بعضهم للمحاكمة.
-
إغلاق المكتبات الشيعية الزيدية، ومنع المكتبات الشيعية اللبنانية
والإيرانية واليمنية من المشاركة في معرض الكتاب بصنعاء، ومصادرة بعض كتب
الشيعة الإثنى عشرية.
- إغلاق المعاهد والحوزات التابعة للحوثي والموالية لتنظيم "الشباب المؤمن".
- اعتقال أعداد كبيرة من الذين تجندوا للحاق بحركة تمرد الحوثي!
-
الحملة الإعلامية التي استندت إلى بعد عقائدي وفكري ووطني..! ويبدو أن
إعلام المؤتمر الشعبي العام والإعلام الرسمي لم يدر المواجهة مع الحوثي
وأتباعه بشكل سليم، فقد وقع في عدة أخطاء ساعدت المتمردين والأحزاب
المعارضة والتيار الزيدي بشكل أخص في استغلال ما يكتب على بعض الصحف
المؤتمرية، كصحيفة "الميثاق" الناطقة باسم الحزب الحاكم، للتأكيد على أن
أبعاد الحرب الدائرة أبعاد طائفية وفكرية! وربما ساعدهم في ذلك كتابات بعض
الجهلة في هذه الصحف –ربما بقصد منهم وربما بغير قصد، لأن احتمال وجود
مندسين في المؤتمر ليؤكدوا على البعد السلالي والطائفي في المواجهات كبير
جدا، وهو أمر قد يغفل عنه المؤتمريون في ظل غياب منطق العقل واعتماد القوة
وخطاب التهم والسخرية!!- في تأجيج مشاعر أتباعهم وشحنهم بدوافع الكراهية
والانتقام! كتناول مسألة الهاشمية وسلالة "آل البيت"!
إن
طبيعة الدور الذي مارسه حسين الحوثي، قبل تطور الأحداث إلى مستوى
المواجهات مع الدولة، يدل على نوايا فعلية في إظهار الحركة كقوة سياسية
مستقلة، كما هو الحال مع حزب الله في لبنان؛ خاصة بعد فشل حزب "الحق" وحزب
"اتحاد القوى الشعبية" من لعب دور سياسي أو حركي بالمستوى الذي يأمل فيه
حسين الحوثي!
فاستقطاب
الآلاف من الشباب والرجال، وإنشاء العديد من المؤسسات التعليمية
"المتعصبة"، ومظاهر إبراز القوة، وشراء مختلف أنواع الأسلحة وإنشاء
التحصينات في مناطق مختلفة من صعدة- معقل الحركة، والتزود بالمؤن -التي
ظهرت طيلة أيام المواجهات، والاحتياطات الأمنية التي أحاط نفسه وقيادة
تنظيم "الشباب المؤمن" بها، والتواصل بجهات خارجية، ورفع شعارات ذات بعد
دولي والدخول في مواجهات مع قوى الأمن الداخلي لأجلها! تدل جميعها على
جاهزية عسكرية وأمنية لا تناسب طبيعة تنظيم "الشباب المؤمن" المعلن عنها!
لقد
خاض حسين الحوثي حربا شرسة ضد الدولة أسقطت أكثر من 400 قتيل من الطرفين،
ومئات الجرحى، وتضرر جراءها عدد من المعدات والمنشآت الحكومية! خلال ما
يقرب من 3 أشهر!!
ولم
يشأ الحوثي الاستسلام للدولة إلا وفق شروط ومطالب خاصة، ليس من أبرزها سحب
الدولة لقواتها من المنطقة والإفراج غير المشروط لأتباع التنظيم!! إلى آخر
ما هنالك من المطالب! لكنه لم يستطع تحقيق آماله حيث استطاعت الدولة
القضاء عليه في 10 سبتمبر 2004م، هو وعدد من أتباعه.. لكن الأمر لم يتوقف
عند هذا الحد!
الخلفيات والملابسات:
لظهور
حركة الحوثي في اليمن خلفيات تاريخية وواقعية وأبعاد داخلية وخارجية
وعوامل دينية وأخرى سياسية شكلت في مجموعها ظروفا محيطة أثرت في الدفع
للمواجهة المسلحة، فمن ذلك:
-
الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها معظم الشعب اليمني، والتي بلغت
إلى مستوى "تحت خط الفقر"، وشملت 75% من الشعب اليمني، مع حالة الفساد
العام والظلم وغياب القوانين.. وهذه الظروف دأبت الصحف اليمنية المعارضة
-بما فيها صحف التيار الزيدي- على إثارتها بشكل يستفز المواطنين ويدفع
باتجاه الشحن العاطفي والعنف السلوكي!
-
انتشار المذهب السني بصورة باتت تهدد وجود المذهب "الزيدي" على المدى
البعيد، حيث تحولت الكثير من المناطق المحسوبة على المذهب "الزيدي" إلى
السنة! كما أن حزبا سياسيا كالإصلاح أصبح يمثل ثاني أكبر قوة سياسية في
البلد (وفق نتائج الانتخابات المتهمة في بلداننا العربية!) بخلاف الأحزاب
المحسوبة على المذهب "الزيدي" التي لم تحقق نجاحا يذكر في الانتخابات! وهذا
ما حدا بأتباع المذهب "الزيدي" لاتهام الدولة (بل الثورة اليمنية!)
بمحاربة المذهب "الزيدي" لحساب ما يصفونه بالمذهب "الوهابي"! وتصنيف
الإثنين في خانة العداء للزيدية!
لقد وصف يحيى الحوثي في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، في 17/4/2005م،
تنظيم "الشباب المؤمن" بأنها حركة ثقافية لمواجهة ما وصفه بـالمد "السلفي"
الذي "هاجمنا في بيوتنا باليمن وكان مصدره جماعات التكفير" –على حد
تعبيره.*
-
تغلغل ما يعرف بـ"الهاشميين" في مفاصل السلطة وأجهزة الدولة ومواقع
التأثير في الحزب الحاكم فتح المجال للتفكير في إعادة السلطة للهاشميين،
لذلك جاءت انتقادات صحيفة "الشورى" المحسوبة على الزيدية في مسألة توريث
الحكم للعقيد أحمد علي عبدالله صالح أشد لهجة من أي صحيفة أخرى!
ويشير
البعض هنا إلى تلك التصريحات الأمنية التي تتناقلها صحيفة "الثورة" و"26
سبتمبر" و"أخبار اليوم" حول وجود علاقة بين حسين الحوثي وقيادات تنظيم
"الشباب المؤمن" من جهة وشخصيات في الدولة والحكومة والمؤتمر الشعبي العام
من جهة أخرى كدليل على أبعاد المؤامرة التي تدور رحاها في صعدة!
وتتولى
صحيفة "أخبار اليوم" و"الشموع" الحديث عن شبكة من الشخصيات والعلاقات
والخطط الرامية لتأجيج الصراع بين الرئيس اليمني والتجمع اليمني للإصلاح
باعتباره أكبر القوى السنية في اليمن وأقدمها تحالفا معه، وذلك –فيما يبدو-
لعزل الرئيس وتجريده من الحلفاء، وهو ما دفع بالرئيس للإشادة بموقف التجمع
اليمني للإصلاح (ويبدو أنه لعب دورا استخباراتيا من منطلق التحالف الذي
يؤكده الإصلاح مع الرئيس دون المؤتمر الشعبي العام)!!
-
وليس بصحيح ما يدعيه أتباع الحوثي والمؤيدين له من أن الدافع وراء محاربة
الدولة لهم هو تبني شعار "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. النصر
للإسلام"!! فالحوثي وأتباعه لم يمثلوا في أي يوم من الأيام أي تهديد للوجود
الأجنبي، بل ولا تحتل الولايات المتحدة الأمريكية في أدبياتهم مكان
الصدارة في العداوة والبغضاء بقدر ما يحتله السنة! كما أن الأسلحة
والتحركات التي يقوم بها الحوثي لا تمثل أي تهديد للمصالح الأمريكية بقدر
ما كانت استعراضا لقوة المذهب التي غابت في الميدان السياسي والثقافي
والاجتماعي!
ثم
إن استهلاك هذه الأسلحة والدخول بها في صراع دموي مع الدولة لا يخدم
الشعار المعلن بأي وجه من الوجوه، خاصة وأن الحوثي وأتباعه لا يتفقون مع
تنظيم القاعدة في مواجهته لأمريكا!! كما أن صعدة ظلت طوال السنوات الماضية
بعيدة عن أعمال العنف التي تطال الأجانب في اليمن، على خلاف محافظات أخرى
مثل مأرب والجوف وصنعاء وحضرموت وعدن!
- إيران.. والتغلغل الرافضي في اليمن:
صرح
الرئيس علي عبد الله صالح في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة المستقبل
اللبنانية في 8/7/2004م، قائلاً: (نحن نتهم جهات خارجية لكن لا نستطيع أن
نشير بأصابع الاتهام لأي دولة أو حزب)، وأضاف قائلا: (لقد وجدت مع الحوثي
وأتباعه بعض الكتب والمطبوعات الفاخرة التي طبعت في بيروت عن الشيعة
والإثنى عشرية؛ هذه هي بعض المؤشرات التي حصلنا عليها ولكن يجري التحري في
شأنها)!
لقد
تبنت إيران -ومنذ قيام ما عرف بـ"الثورة الإسلامية"- مبدأ تصدير الثورة
الشيعية إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي، وإذا كان العراق مثل سدا منيعا
ضد التوسع الشيعي في منطقة الخليج.. فإن نظام إيران لم يتخل عن تواصله
بالأقليات الشيعية في الخليج والجزيرة عموما، بل سعى جاهدا إلى تصدير الفكر
الشيعي إلى دول أخرى. وقد شكلت الأرضية المذهبية (الهادوية) في اليمن
محضنا خصبا لهذا التغلغل الشيعي خاصة بعد حرب الخليج الثانية وتدمير
العراق، وبذلت الدبلوماسية والسفارة الإيرانية في صنعاء جهدا مكثفا
لاستقطاب أتباع المذهب الزيدي منذ عام 1990م، حيث توجهت الأنظار إلى اليمن
كلاعب إقليمي ناشئ ومؤثر. وهذا ما كان يحذر منه علامة اليمن ومحدثها الشيخ
مقبل بن هادي الوادعي، فقد كان يردد -رحمه الله- المقولة المشهورة: "ءإتني
بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبير"!
إن
الإعلان عن "حزب الله" في عام 1990م، وتشكيل تنظيم "الشباب المؤمن" ورفع
شعارات الثورة الإيرانية و"حزب الله" في لبنان.. بل رفع علميهما، والتوجه
إلى نقد المذهب الزيدي وتمرير عقائد الرافضة كسب الصحابة، وإقامة
الحسينيات، والاحتفال بيوم غدير "خم"، وافتتاح العديد من المحلات التجارية
والمكتبات والتسجيلات ذات المسميات الشيعية: الغدير، خم، كربلاء، الحسين،
النجف وغيرها! وتعليق لافتات قماشية سوداء كتبت عليها عبارات وهتافات
جعفرية مثل "ياحسيناه، ياعلياه، من كنت مولاه فعلي
مولاه، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق".. إلخ، وتوزيع وبيع أشرطة
وكتب وكتيبات ذات مضامين شيعية إثنى عشرية، ونشرات بمسميات "العترة" و"آل
البيت" و"الحسين" و"المهدي".. وغيرها، ونشر صور رموز شيعية كالخميني والصدر
والسيستاني ورفسنجاني وحسن نصرالله ومقتدى الصدر وغيرهم...
جميعها
مؤشرات على توجيه أياد خارجية ووجود صلات عقائدية وفكرية ودعم غير طبيعي
لتنظيم "الشباب المؤمن" وحركة التمرد التي قادها الحوثي (الابن) ويقودها
حاليا الحوثي (الأب)!
لقد
تردد في أوساط أتباع حسين الحوثي المقولة بأنه هو اليماني الذي رمزت إليه
الآثار التي تضمنها كتاب المدعو علي الكوراني –وهو مرجع وباحث شيعي من
لبنان- "عصر الظهور"، وهو ما أعطى حركة حسين الحوثي بعدا شيعيا إثنى عشريا!
وقد
لفت هذا الكتاب اهتمام صحيفة "الثورة" الرسمية، والتي نشرت مقطعا من
الكتاب، في إطار تحليلها للبعد العقائدي لحركة التمرد الشيعية!
بل
أصبح الكتاب محط اهتمام المتابعين للأحداث نظرا لوجود الخلفية المسبقة
لتمرد الحوثي بتواصله مع إيران ولبنان! وقد ذهب البعض إلى أن المؤلف الشيعي
علي الكوراني يمثل المرجع الأول لحركة التمرد التي قادها حسين الحوثي
وتنظيم "الشباب المؤمن"؛ رغم نفيه لصلته بالموضوع وتشكيكه بأن يكون الحوثي
هو المقصود في الآثار!
لقد
أكد طارق الشامي -الناطق الرسمي في المؤتمر الشعبي الحاكم- في اتصال مع
قناة "الجزيرة" أن التمرد جاء في "إطار مخطط كان معدا له أولا من حيث إدخال
مذهب جديد هو الإثنى عشرية والترويج له داخل المجتمع اليمني، وثانيا ما تم
الاعتراف به على لسان الحوثي بوجود علاقة مع بعض المنظمات والحوزات
الشيعية وزيارته لبعض الدول العربية وإيران".
إضافة
إلى ذلك فإن لجوء العديد من شيعة العراق إلى اليمن تحت غطاء التدريس سهل
من تغذية الروابط –كما يبدو بين التيارين- وقد أشارت صحيفة "أخبار اليوم"
المحسوبة على السلطة وصحيفة "الأيام" المستقلة، بحسب مصادر أمنية، إلى وجود
مقاتلين عراقيين في صفوف أتباع الحوثي، واكتشاف جثث لهم، واعتقال بعضهم!
وبحسب
مصادر –نقلت عنها صحيفة "أخبار اليوم" في عددها (413)- فإن للسفير العراقي
وعناصر أخرى استقدمها معه دور مباشر في إعادة بناء التنظيمات الموالية
لإيران في اليمن، في مقدمتها "الشباب المؤمن"، وأشارت المصادر للصحيفة بأن
السفير استقبل خلال الفترة الماضية عناصر متورطة في تمرد الحوثي، بما فيها
قيادات ناشطة ضمن مليشيات تنظيمه المسلح. بل ذكرت صحيفة "أخبار اليوم" في
أحد أعدادها أن عددا من أتباع بدرالدين الحوثي الذين استسلموا أثناء
المواجهات الأخيرة أكدوا قيامهم بالتدرب في معسكرات تابعة للحرس الثوري
الإيراني مع عناصر فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق
بعد سقوط بغداد، وكذلك في معسكرات يتخذها الفيلق في العراق منذ منتصف
العام 2003م.
وإذا
كان الرئيس علي عبدالله صالح لم يتهم جهات خارجية بعينها بدعم الحوثي، فإن
البعض يربط تمرد الحوثي بالتوجه الإيراني الهادف إلى تعزيز دور إيران
الإقليمي من خلال دعم الأقليات الشيعية في دول الجزيرة العربية والشام، وقد
سبقت الإشارة إلى وجود نشاط شيعي لحكومة طهران في اليمن عبر السفارة
الإيرانية بصنعاء، كما سبقت الإشارة إلى زيارة حسين بدرالدين الحوثي ووالده
إلى طهران عقب حرب الانفصال 1994م.
وتهدف
إيران من ذلك إلى عدة مسائل: منها استغلال جو التصالح والتقارب الشيعي
الأمريكي في المنطقة عقب أحداث 11 سبتمبر، ومنها زيادة النفوذ الشيعي في
دول الجزيرة والخليج بما يخدم البعد الإستراتيجي لإيران في المنطقة، ومنها
تشتيت الذهن والجهد السني على امتداد الرقعة الجغرافية، فلبنان وسوريا
والسودان واليمن... إلى آخر ما هنالك من القائمة! بحيث تنصرف هذه الجهود عن
العراق وخدمة التيار السني المقاوم فيه!
إيران
بدورها نفت الأنباء التي تحدثت عن مساندتها للمرجع الشيعي بدرالدين
الحوثي؛ وذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي،
الذي قال: "إن الأنباء التي تحدثت عن مساندة طهران لمجموعة الحوثي لا أساس
لها من الصحة، مجرد شكوك فقط". وقد جاء هذا التصريح بعد سلسلة من
الانتقادات التي حملتها الصحافة الإيرانية وبعض الرموز الدينية على السلطات
لعدم إصدار أي رد فعل على الأحداث الجارية في اليمن مع أنصار الحوثي!!
غير
أن البيان الذي صدر عن "الحوزة العلمية في النجف الأشرف"، بتاريخ
16/4/2005م، أظهر مدى التعاطف الذي يبديه الشيعة الإثنى عشرية لقضية تمرد
حسين الحوثي على الدولة، ومحاولة تصوير الحدث على أنه "حملة مسعورة من
الاعتقالات والقتل المنظم" ضد "الشيعة في اليمن سواء الزيدية منهم أو
الإمامية الإثنى عشرية"، وعلى أنه "تصفية للشيعة بشكل جماعي لا سابق له في
تاريخ اليمن إلا ما حصل بعد انقلاب السلال على حكم الإمامة"!
ولم
يخف البيان استنكاره للحكومة اليمنية ممثلة في شخص الرئيس لتبنيه –بحسب
زعم البيان- "خطابا طائفيا معاديا بشكل صريح لعقائد الزيدية والأمامية، وصل
إلى حد تسفيه مبدأ الإمامة الذي تقول به هذه الفرق الإسلامية، ناسيا أو
متغافلا عن أن نصف شعبه على الأقل ممن يقول بتلك المقالات التي خرج يسفهها
على الملأ ويطعن بقائليها ويتهمهم بالخيانة"!
وأهاب
البيان "بكافة المحافل الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة
ومنظمة العالم الإسلامي والجامعة العربية التدخل لدى الحكومة اليمنية لوقف
هذا الاضطهاد الديني والقتل الجماعي الذي يمارس بحجة إخماد التمرد"، والذي
"يعد اعتداءا سافرا وتعديا خطيرا على حقوق الإنسان في حرية الدين والمذهب
والفكر".
إن
التحالف الإيراني الأمريكي –فيما يبدو- يرغب في إثارة أوضاع اليمن بما
يحقق زعزعة الأمن فيها لصالح دخول قوات أجنبية تحت مبرر الحماية لأقليات
عرقية أو طائفية، في وقت لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر اليمن
مصدر قلق لها وترى تعامل الرئيس اليمني معها في جانب مكافحة الإرهاب ليس
بالمستوى المطلوب!
وفي
عددها 282 الصادر في 29 أبريل 2004م أكدت مصادر مطلعة لصحيفة "الشموع" أن
إيران وضمن دعمها المادي والمعنوي لتمرد الحوثي دعت الجمهورية العربية
السورية إلى الوساطة والتدخل لدى النظام لإنقاذ ما تبقى من عناصر إثنى
عشرية بإجراء تسوية سياسية مع هذه القوى، وذلك بالإفراج عن المعتقلين أولاً
وفتح حوزة علمية في صعدة تكون لها ارتباطاتها مع المرجعية في "قم" بإيران
والنجف "بالعراق"، مقابل تخلي هذه القوى عن حمل السلاح.
*
يسود اعتقاد خاطئ عند عامة المسلمين بأن الزيدية هم أتباع مذهب الإمام زيد
بن علي -رحمه الله تعالى- الملتزمون بفقهه واجتهاداته، كما هو الحال مع
أتباع المذاهب السنية الأربعة، والصحيح أنهم ليسوا على مذهبه في الفقه
وإنما انتسبوا إليه لقولهم جميعا بإمامته، ومفارقتهم الشيعة معه في وجوب
خروج الإمام والدعوة لنفسه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر! انظر كتاب:
الزيدية نشأتها ومعتقداتها، للقاضي إسماعيل بن علي الأكوع، ط3-2000م.
* يمكن الرجوع إلى: "الموسوعة السياسية" (3/216)؛ المؤلف الرئيسي رئيس التحرير د. عبد الوهاب الكيَّالي؛ إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، الطبعة الثانية 1993م.
*
(وبقيت الزيدية في تلك البلاد ظاهرين؛ لكنها مالت بعد ذلك عن القول بإمامة
المفضول وطعنت في الصحابة طعن الإمامية، وذلك بعد ظهور الدولة البويهية،
320-447هـ، التي كانت زيدية ثم تحولت إلى شيعة غلاة)، نقلا عن: الزيدية
نشأتها ومعتقداتها.
*
ولد الإمام يحيى بن الحسين بالمدينة المنور عام (245هـ) وتوفي بصعدة عام
(298هـ)، وعقدت له البيعة بإمامة الزيدية عام (280هـ)، أثناء خلافة الخليفة
العباسي المعتضد.
دخل إلى صعدة عام (284هـ)، وفتح صنعاء والكثير من البلاد، وحارب القرامطة والباطنية في أكثر من 73 معركة.
كان
رحمه الله تعالى عالما فقيها زاهدا مهابا شجاعا؛ يقوم بالتفتيش على الجيش
بنفسه، ويأمر القارئ من المحبوسين أن يعلم من لا يقرأ، ويتفقد الأسواق،
ويقوم بأعمال الحسبة بنفسه، ويشدد في تطبيق الحدود، ويصلي بالناس الجماعة،
ويجلس ما بين الصلوات ليعظهم ويعلمهم أصول دينهم، وكانوا يتحاكمون إليه في
منازعتهم.
ويعتبر الإمام الهادي يحيى بن الحسين أهم شخصية في المذهب الزيدي، بعد مؤسسه الإمام زيد بن علي.
* "الموسوعة اليمنية" (4/3051-3053 ، 3055-3056)، إصدار مؤسسة العفيف الثقافية، الطبعة الثانية، يناير 2003م / 1423هـ.
* "الحياة
السياسية والفكرية للزيدية في المشرق الإسلامي 132هـ -365هـ / 749م –
975م"؛ تأليف: أحمد شوقي إبراهيم العمرجي، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى
2000م.
* راجع: (النخبة السياسية الحاكمة في اليمن: 1978-1990م)، للأستاذة/ بلقيس أحمد منصور أبو إصبع، مكتبة مدبولي، ط1-1999م؛ ص158.
* المرجع السابق: ص158.
* انظر: الحوثي (الأب) ومستقبل الغتنة المجهول، لمحمد عيظة شبية، صحيفة "الرشد" اليمنية، عدد 33 بتاريخ 25/4/2005هـ.
* انظر: الحوثي (الأب) ومستقبل الغتنة المجهول، لمحمد عيظة شبيبة، صحيفة "الرشد" اليمنية، عدد 33 بتاريخ 25/4/2005هـ.
* نشرت صحيفة 26 سبتمبر بتاريخ 28 مايو 2004م مقتطفات من البيان في سبيل توظيفه في مواجهاتها مع حسين الحوثي وأتباعه؛ وأعادت نشره في 26 يونيو 2004م.
وتصدى للبيان علماء محسوبون على المذهب الزيدي منهم محمد أحمد المصنور، وحمود عباس المؤيد، وأحمد الشامي، رافضين الربط بينه وبين ما وصفوه بـ(سفك الدماء وإزهاق الأرواح)!
* الحوثي.. تساؤلات شائكة وإجابات صادمة، سعيد ثابت سعيد، خدمة قدس برس، في 11/7/2004م.
* انظر: www.asharqalawsat.com
|
http://www.aljazeera-online.net/index.php?t=9&id=53
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)