الاثنين، 29 أبريل 2013

صرخة من قبر الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي


صرخة من قبر الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي

أبنائي إخواني آبائي أبناء الشعب اليمني: مواطنون وجنود.. قضاة وعمال.. مزارعون وتجار.. شباباً وشيوخاً, ذكوراً وإناثا.

ألم يحن الوقت بعد لتقفوا إلى جانب الحق في قضيتي , ألم يحن الوقت لإنصافي وأخي وكل من استشهد معنا من قتلة أثمين مدوا أيدي الغدر والخيانة ليغتالوا مشروع نهضة وحلم وطن ...إنهم باغتيالي إنما اغتالوا أحلامكم وأمانيكم ومستقبلكم الذي كان يلوح في الأفق جميلا وواعداً.


أي ذنب ارتكبت أستحق عليه الموت... غير حب وطني وأبناء وطني ... وغير ذلك التفاني والإخلاص في النهوض به إلى مصاف الدول الحديثة بهمه لاتكل وعزيمة لا تلين وإيمان بالله ثم يقدره هذا الشعب على العطاء.
ما اكتسبت مالا ولا متاعا، ولا مددت يدي لشيء مما يبيحه الآخرون لأنفسهم ولا مما يوهب لهم ولا أبحث ذلك ولا لأسرتي حتى الهدايا الشخصية أعدتها إليكم . للبنك والجيش والمتحف , وأنتم تعرفون ذلك كله .

جبت البلاد منفرداً بسيارتي أراقب أمنكم واسهر على راحتكم وأطمئن على أحوالكم أرسي دعائم مشاريع النهضة التنموية الصحية والتعليمية ببناء المدارس والمستشفيات وشق الطرقات وغرس الأشجار ودعم مشاريع التعاونيات في كل باب وقفت لرجل المرور في الجولات أرسي بذلك قواعد النظام وتواضع الحاكم . ساعدت الشيوخ والأرامل ووقفت في طريق المحتاجين , والشاكين قضيت حوائجهم ورددت مظالمهم وكنت خادماً لاحاكماً.
أدرت عجلة التنمية بكفاءة واقتدار . فقفزت بالبلاد في زمن قصير ما شاهدتم وسمعتم ووهبت نفسي لكل أبناء اليمن صغيرهم وكبيرهم. قويهم وضيفهم فأستاء مني الكبار من الشيوخ وضباط ومنتفعين . ممن يرون البلاد ملكهم والعباد.

عبيدهم وتأمروا مع من يرون قوتهم في ضعف اليمن وعزهم في إهانته وغنائمهم في فقرة, فأهدروا دمي وسفكوه على مذابح شهواتهم ونثروه في دروب أطماعهم وقدموه هدية لساداتهم , ثم أنقضوا على البلاد ينهشونها فما أبقوا فيها لحماً ولأعظم . أقلقوا الأمن واغتصبوا الحريات وقتلوا مشاريع التنمية وتقاسموا الأرض وما تحتها وما فوقها، وأرهقوها بالديون واستعبدوها بالقروض , وجعلوا الشعب فرقاً متناحرة وقبائل متباغضة لا رأي يجمعها ولأهدف يوحدها .
أيها الشعب العظيم ....

إن كنتم قد تنازلتم عن حقوقكم فانا لم أفعل ... إني أهيب بكم , أصرخ من قبري بالشعب الذي كنت أحد أفرادهً.
وبالجيش الذي كنت جندي مخلصاً فيه , وبالقضاء الذي خدمت في سلكه, وبالشباب الذي كنت أسعى لتحقيق أحلامهم وطموحهم وأمانيهم ... وبكل مواطن من الشريحة العظمى من أبناء اليمن ...الذين لم يسمعوا عني إلا كل خير فلم يعرفوا من أعمالي إلا كل نبيل ....

أناشد كل شخص كنت أمثل له ذات يوم الأخ أو الأب أو الصديق أو الملهم...
أناشدهم جميعا أن يهبوا لنصرتي وأن يقتصوا ممن أرق دمي ودم أخي ودم كل الأبرار الذين سقطوا معي لا لشيء إلا لأنهم شاركوني نفس الحلم .

القتلة تعرفونهم ... والأحداث تعرفونها... والشهود لا يزالون بينكم ... والزمن تهيأ والرياح مواتية , فاغتنموا نسائم الحرية ولا تجعلونا بكم يا أولياء دمنا أتعس الشهداء .

حمى الله اليمن و أعادله رفعته وعزته
المقدم/ ابرهيم محمد الحمدي١١اكتوبر١٩٧٧م


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق