الأربعاء، 30 يناير 2013

أيها المجاهدون: اتقوا الله! !!

يا شباب الجهاد: اتقوا الله!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أجزم أن كل محب للمجاهدين وقع في نفسه شيء من هذا العنوان، حسنا!! لا تثريب عليه لأننا لم نتعود على قول ذلك عند عندما يكون الحب بلا قيود بينما نرى أن الله قالها لأفضل خلقه (يا أيها النبي أتق الله) وهى وصية الله للأولين والآخرين (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) ولكنه غياب الطرح المتوازن المتكامل في خضم أحداث متسارعة واستجابات علمية وفكرية متأخرة إلم تكن معدومة أدى هذا الخلل، وعلى كل حال لن تراعوا فكل ما سبق أن كتبته عن الجهاد والمجاهدين قليل من كثير واجب و سيبقى الجهاد بالمعنى الشرعي الذي فرضه الله وطبقه قدوتنا صلى الله عليه وسلم كما أراده الله ذروة سنام الإسلام وسيبقى كل مجاهد بنفسه وماله خيرا من القاعدين غير أولى الضرر(وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) .

بعد التأكيد على هذه المسلمة لا بد من التأكيد أيضا على أنه عندما نؤيد وندعم المجاهدين الصادقين الأشداء على الكفار والرحماء بين المسلمين وهم يقاتلون للدفاع عن ديننا و أرضنا وأعراضنا وأموالنا حيث يكون الجهاد مشروعا، فهذا لا يعني إضفاء العصمة عليهم ولا التغاضي عما يحدث من بعضهم من تجاوزات على الحقوق والأموال والدماء وحتى الأفكار سواء كان ذلك في حق مسلم أو حق معاهد أو شبه معاهد من حرم الإسلام إراقة دمائهم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة) ألسنا جميعا نريد المشروع الجهادي قويا صافيا منضبطا والغالبية من المجاهدين كذلك والحمد لله يصبرون على ما يتعرضون له ولو من ذوي القربى بيد أن نسبة قليلة منهم يخالفون ذلك بسبب الحماس والفهم الخاطيء لبعض النصوص أو حتى وقوعهم ضحية فتوى غير حكيمة .. إلا أن هذه القلة لا ينغي التقليل من شأنها فقد تربك الموقف برمته وتتسبب بأضرار لا يمكن السيطرة عليها تطال الغافلين والغافلات، أليس الواجب والحالة هذه أن ننصرهم بمنعهم عن الظلم والحيلولة دون جرهم المجتمع الى مستنقع الدم والثأر وانفراط العقد،لا سمح الله؟

بحكم انني ابن هذا التيار الصحوي المبارك فقد هيأت نفسي للكثير من الردود الحادة المتوقعة ولقد وهبت عرضي صدقة في سبيل الصدع بالحق ومحاولة المشاركة في مشاريع الاصلاح لأني أتفهم مسبقا موقف الذين لم يتعودا سماع غير الإفراط في الثناء والإغراق في عالم الخيال والحديث عن انتصارات جهادية لا حدود لها بينما الواقع يؤكد أن أكثرها أماني تشكلت في أجواء الإحباط وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.! قد يقول البعض أيضا ليس هذا وقت النصيحة وتوجيه اللوم بينما نسي أو تناسى أن آيات تشخيص هزيمة أحد نزلت والدماء تنزف ولما تلتئم الجراح بعد، وفيها قال الله (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) وقال (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم) وهذا وصف لحال جيش الصحابة جنوده وخير البشرية قائدهم. أفنجامل أحبة لنا بما نراه حقا وهم لا يبلغون مد أحد الصحابة ولا نصيفه؟؟ وأني انتهز هذه الفرصة لأذكر المشائخ وطلبة العلم الصادقين أن يقولوا الحق في كل نازلة سواء كان لنا أو علينا دون التفات الى زخم التيار الجماهيري المندفع باتجاه ليس بالضرورة أن يكون صحيحا وعلى الأخص تحذير المجاهدين من الجيوش المستترة خلف البيوت والمصالح وأحيانا خلف شاشات الكمبيوتر ممن يشعلون نارا لا يكتوون بحرها، يطلبون من الناس ما لا يفعلونه وهم قادرون، يورطون أبناء المسلمين كمن يصر على استمرارية فتوى بفرضية الجهاد عينيا تحت أي ظرف ولينه فعل كما فعل بن تيمية عندما تقدم الجيش لقتال التتار لكن الواحد منهم يصدر فتوى يتلقفها الشباب المخلص على غير بصيرة أحيانا ثم يبيت آمنا مطمئنا في أهله وماله قابعا في عباءته غير مدرك لتبعات ما وقع به عن الله بعد ان يورط مئات الشباب الذين أحسنوا الظن به فأخذوا كلامه على أنه موقف شرعي يأثمون في التخلف عنه ففروا الى الميدان تاركين كل شيء خلفهم دون ان يكون هناك أدنى ضروريات العمل الجبهوي الفعال كي لا يكونوا صيدا سهلا لعدوهم ، تصورا ان شبابا انطلقوا للجهاد دون إذن من والديهم الذين وجدوا أنفسهم في النهاية يتلمسون قنوات الشفاعة بدموع الاستجداء المؤلم طمعا في إخراج فلذات أكبادهم من السجون هنا وهناك أو معرفة مصيرهم إن كان ثمة وسيلة لمعرفة ذلك.

لا أريد أن أحدد معيار الخسارة والربح وفق معطيات الحياة الدنيا دون اعتبار للحياة الأهم فلن يضيع الله أجر المحسنين، وأعرف مقامي وأنا من القاعدين عندما أتكلم عمن استجابوا للنداء طمعا فيما عند الله غير أنه لا مجال للمجاملة في أمر بات من الواضح انا مقبلون على أوضاع قد تختلط فيها الأوراق!! فالنصيحة الصادقة بين الإخوة سمة من سمات مجتمعنا الاسلامي ليس أحد من البشر فوقها بل جاء النص صريحا بأنها من واجبات هذا الدين و بأنها لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وأولى الناس بنصحنا إخواننا من أهل الثغور وبما أن المسلم اخو المسلم فعليه نصرته ظالما كان او مظلوما، فإخواننا المجاهدون أولى من غيرهم بالنصيحة وذلك للأسباب الآتية:

أولا: أنهم في ميدان عملي ومجال ابتلاء يجب تذكيرهم بين الحين والآخر بتقوى الله والتجرد من دوافع النفوس التواقة للكثير من المواقف التي لن يعجزوا عنها ولن يضبطهم فيها إلا النص الشرعي، مما لاشك فيه أنهم يتعرضون لمزيد من الفتن التي تستوجب ملازمة النصيحة فهم بين دفتي النصر والهزيمة من جهة وبين غلو المؤيدين وجفاء المعارضين تتقاذفهم أمواج فتن كقطع الليل المظلم، دون مرجعية معتبرة ذات ثقل ديني ولا سياسي يتحيزون إليها وقت الشدة، مما يعني ضرورة النصيحة لهم بكل وضوح ومن كل محب دون تأخير خاصة لما تكون النصيحة من محبين صادقين لا يدفعهم إليها رغبة ولا رهبة دنيوية، بدليل انهم لن يقدموا محبة المجاهدين على حبهم للحق الذي يعتقدونه.

ثانيا : لأن المجاهدين يواجهون عدوا شرسا تربص بهم بكل وسيلة وجند العالم كله رسميا ضدهم، فرموهم عن قوس واحدة مما يستوجب شيئا من إبداء الرأي السياسي الى جانب العمل الجهادي، حتى يدرك المجاهدون ضرورة تحييد كل طرف سوى العدو الحقيقي لكي تكون مجتمعات المسلمين المسالمة لهم عمقا استراتيجيا ومصدرا للدعم المطلوب على وضع يخدم مصلحة الأمة حتى لو كان في ظاهره تراجع لا يدرك مغزاه إلا العالمون بحقائق الأمور، ولذا والحال هذه، قد يكون من حق إخواننا علينا أن نقول لهم (يا سارية الجبل!! ) لتفويت الفرصة على عدونا وعدوهم،علاوة على أن كل دولة أضحت تطارد مجاهدي شعبها بذريعة وبدون ذريعة تناغما مع الحملة الدولية ضدهم وربك وحده يعلم المفسد من المصلح. تصورا أن شباب الجهاد استفادوا من مواقف منظمة حماس المتعقلة جدا تجاه استفزازات السلطة الفلسطينية مثلا، كيف قطعوا الطريق على كل متربص يريد ان يوقع بينهم فادخروا الرصاص لصدر العدو المحتل.

ثالثا: تخلف الكثير من العلماء وطلبة العلم عن قول الحق في تجاوزات بعض المجاهدين مع يقينهم بالخطأ دون جرأة على التعبير العلني تفاديا لنقمة التيار الكاسح المؤيد لكل أعمال المجاهدين والذي لم يكن دافعه الاقتناع بالموقف بقدر ما هو نقمة على الوضع الدولي الظالم الذي جعل الأمة تتعطش لكل موقف يثخن العدو حتى لو شابه بعض التجاوزات، مع ضعف الحكام وغفلة العلماء وخلو الساحة، ولقد أخذ الله العهد والميثاق على أن نبين للناس ولا نكتم علما، و المبدأ والأصل الشرعي لم يكن غائبا في سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم في حربه وسلمه، بكل صراحة كل يترقب ما سيقوله بن لادن ولكن قطعا ليس هناك إجماع على صحة كل ما يقول ولكن المناخ يفسح المجال للمعجبين به دون المعترضين عليه نتيجة طبيعة لمعضلة كبت الرأي الوسطي، وأقل ما يجب قوله أن حبنا لشجاعته وجهاده في افغانستان لا يعني أن نقبل منه كل شيء يقوله بل نرى من الواجب علينا ان نعلن عدم قبولنا بما يتحدث به عن أوضاع داخليه بلهجته الجهادية القتالية الباسلة حيث لا ميدان ولا مواجهة كتلك التي يواجهونها هناك، وليس من المنطق ان نغيب عقولنا ونترك ما نعايشه يوميا لنأخذ بقول من غاب عنا أكثر من عشر سنوات عجاف لم يكن يجد الوقتت لمتابعة شأنه الحساس هناك فضلا عن متابعة تطورات أمور يفصله عنها الجغرافيا والتأريخ.

رابعا : علىأحبتنا المجاهدين والمتحمسين معهم أن يتقبلوا النصح بصدر رحب ، طالما اننا لم نجامل فيه حتى الدولة في الاعتراض على مطاردتهم وسجنهم ولا على اتهامهم بما ليس فيهم ولا على التقليل من قدر من يقاتل في سبيل الله، فليكن لنا نصيبا مما نطالب به الآخرين فمن باب الانصاف ان نلتفت إلى أنفسنا و إخواننا المجاهدين فلا نجاملهم أبدا في حق.

أحبتي شباب الجهاد البواسل: إن استعدادكم للتضحية والدفاع عن الثغور بكل بسالة وشجاعة لا يعني إطلاق العنان للبت والإفتاء والتحليل والتحريم والتوجيه في قضايا المسلمين الغافلين المؤمنين، تصنيفا وتبديعا وتفسيقا وتكفيرا ومن ثم الشروع في تنفيذ ما يترتب على ذلك من جنايات عظيمة حتى لو انكم ترون انكم تحسنون صنعا. نحن في مجتمع مسلم لم يصل إلى هذه الدرجة من الأمن إلا بعد ثمن باهض رحم الله من كانوا السبب في ترسيخه وعليه لن يقبل عاقل أن ينتزع هذا الأمن منه تحت أي مبرر ولا أن يرى مجتمعه ميدانا لتصفية الحسابات مع أي طرف كان، كلنا يكره المستعمر ويتمنى ألا يراه على أية ارض إسلامية، والأمر سيختلف في حال مواقع الجهاد الفعلي حيث الحرب المباشرة، أما في مجتمع المسلمين الآمن فكلنا عونا لرجال السياسة والأمن لحماية السفينة من الخلل ولا يعني هذا إقرار الحاكم على أخطائه في مجالات أخرى ليس هذا مقام ذكرها.

أحبتي شباب الجهاد: العلم الشرعي ضروري لمثل من يقف موقفكم فلئن كان التبين واجبا في قتال الكفار لئلا يكون من بينهم مؤمن فكيف بقتال المسلمين بحجة أنهم كفروا (يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا) ولقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فعل من هو أفضل من فضل أهل لأرض اليوم خالد بن الوليد لما ارتكب مخالفة شرعية في قصة قتل مالك بن نويرة ، وكذا وبخ بشدة أسامة بن زيد لما قتل من قال لاإله إلا الله. عليكم بتحري المشروعية في جهادكم المبارك ولا تحتكموا الى الجمهور والغوغاء الذين يقولون ما لايفعلون إنهم يتابعون الساحة لينظروا كيف تنتهي بكم المعركة، تأكدوا أن أكثرهم لن لن يهب لنصرتكم عندما يكون للكافرين نصيب، من الطبيعى ألا ترتاح النفوس الى النصح النابع من قلب محب ولكن تحملوها بارك الله فيكم فلا خير فينا إلم نقلها ولا خير فيكم إلم تقبلوها ودعم المجاهدين بالنصائح المخلصة لا يقل أهمية عن دعمهم بالمال والعتاد.

مما أرشد إليه الإمام علي رضى الله عنه قوله (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما) فمن حق كل إنسان أن يعبر عن حبه وبغصه للغير، ينتاب النسا شيء من التشنج عند الحديث عن شخص أسامة بن لادن ولا يمكن ان نكابر في حجم شعبيته وشهرته عالميا، ولكن لا يعني هذا أنه لا ينطق عن الهوى ولا يعني أيضا أنه لا يزل ولا يخطيء كغيره من البشر، بل إن زلته وإن صغرت والحال هذه يخشى من تبعات ضررها المتعدي على مجتمعات المسلمين، ليس سرا انه تبنى علنا مجموعة من العمليات وذكرها بالاسم ولكن لا يفترض ان يوافقه عليها غيره وللناس عقول يفكرون بها وآراء يستطيعون برهنتها بنصوص محكمة أيضا، إسامة بن لادن تكلم أخيرا بكلمات بقدر ما أفرحنا كونه سالما من بطش العدو بقدر ما أحزننا حديثه عن أوضاع محليه داخلية. أجزم انه من بديهيات الحياة ألا نقبل من أي إنسان أن يحول مجتمعنا الى ميدان قناصة وتصفية حسابات خارجية، أتمنى أن يتصدى لهذه المسألة متخصص لا تأخذه في الله لومة لائم فيحدث الناس بالحق المؤصل شرعا قطعا لدابر هذه الاشكالية.

إن حرب أمريكا وبريطانيا على المسلمين في أفغانستان والعراق وفلسطين جريمة بحق كل مسلم ولكن ذلك لا يبرر بأي حال مشروعية اقتناص المعاهدين ممن جاؤا من شعوبهم الى بلادنا وفق أعراف دولية وعلاقات اقتصادية أصبحت من لوازم التعايش العالمي كما يسافر أولادنا الى بلادهم لدراسة والتجارة فنقلق على سلامتهم كما يقلقون على سلامة أولادهم عندنا إذ يستحيل مع هذا أن يدان كل مواطن بجريمة حكومته. ثم لا ننسى أننا أصحاب رسالة وحملة أمانة قبل كوننا مقاتلين وتأدية الأمانة بالحسنى إذا امكن مقدم على القتال ومن المؤكد أن عدل المسلمين وحسن تعاملهم مع عدوهم في صدر الاسلام قد أدخل الناس في الدين وحبب اليهم شرع رب العالمين، التاريخ يتحدث عن نظام الحرب العادل في الاسلام وعن وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالغزو باسم الله وعدم قتل النساء والشيوخ والأطفال والرهبان والقساوسة والوفاء بالعقود. وإذا كنا نطالب حكام العالم بتحكيم شرع الله فعلينا جميعا تحكيم الشرع مبتدئين بأنفسنا بصدق في كل شيء ولنعسف أنفسنا على القبول والتسليم والرضا بما قضى الله ورسوله فهذا محك الإيمان الصادق بالله القائل (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).

كتبه الفقير الى الله/ محسن بن حسين العواجي - الوسطية- الحلقة الفكرية 24/12/1423هـ

http://mohsenalawajy.com/ar/index.php/2009-12-04-19-54-43/42-2009-12-06-13-16-24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق